الاستاذ الدكتور كاظم عبد الحسين عباس
نعلم.. ان ايران مسؤولة عن كل المؤامرات والحروب والمشاكل التي واجهت بلدنا مذ أعاد الغرب خميني الى طهران ليستلم الحكم ويخبئ تحت عمامته المزيفة وبرنامجه الطائفي المدمر للاسلام وللعروبة والباحث عن فرصة جديدة لامبراطورية كسرى , يخبئ نمطا جديدا من الهجوم على أمتنا العربية المجيدة وعبر نقطة أتصالها الجغرافي بايران.... العراق. فاستهدف خميني ودولته الطائفية العرقية غير الاسلامية العراق بحرب مباشرة مدمرة ظانا بحسابات قاصرة أسقطت ارادة شعبنا العظيم وولاءه لوطنه وأمته وأسقطت اقتدار قيادة العراق وأسقطت من كل حساباتها أيضا , واهمة, القوة الكبيرة التي كان عليها العراق تحت قيادة قوية شجاعة ومتلاحمه مع شعبها وبحركة العمران والبناء العظيم التي كانت عجلتها تتحرك بما جعل العراق كله قوة واحدة ضاربة ومستعدة لافتداء تلك الفرصة التاريخية العملاقة التي هيأها رجال البعث وحزبهم العربي القومي الاشتراكي السائر على خطى عدالة الرسالة المحمدية السمحاء.
وقامت دولة خميني في ذات الوقت بمحاولات بائسة لتاجيج قتالات الردة والانفصال في شمال العراق عبر تجديد الدعم بكل الوسائل لطالباني المجرم وحزبه العميل وادخاله في معادلة الصراع الايديولوجي والوطني بين ايران المهاجمة بشراسة واستماتة ويأس وبين العراق المدافع بالهجوم المقابل البطولي والمتحرك بثقة عالية بالله وبالشعب والامة والنفس.
وبعد ثمان سنوات من القتال الدفاعي والهجومي الاسطوري تمكن العراق من ارغام ايران على قبول القرارات الدولية التي صدرت بعد أسابيع من اندلاع القتال وقبلها العراق غير ان أيران الخميني قد رفضتها معتقدة انها ستحقق خرقا في جدار الدفاعات العراقية يسند خرق منطقة الفاو ويعمق موطأ القدم الفارسي على أرض الرافدين غير انها قبلت بايقاف الحرب وتجرع الخميني السم الزعاف عندما انبلج فجر تحرير الفاو العظيم المشرق بانوار الوطنية والايمان بالله الواحد الاحد ومن ثم اجتياح القوات العراقية البطلة في نيسان ومايس وحزيران وتموز عام 1988 لكامل الجبهة التي يبلغ طولها اكثر من 1000 كيلو متر وتوغلها من جديد في العمق الايراني.
تحركت ايران من جديد باتجاه عدواني اخر حيث أوكلت هي ومن يقف وراءها مهمة حرب اقتصادية قذرة ومؤذية ضد العراق من قبل النظام الكويتي حتى أجبرت القيادة العراقية وبعد ان أستنفذت كامل وسائلها على اتخاذ قرار تطهير الكويت من أعشاش التامر المختلفة والمؤلفة من معسكرات تدريب فيلق بدر -9 الايراني وعملاء الدعوة والجلبي والمنسقة عبر ايران مع حركة الطالباني والعملاء من الاكراد في شمال الوطن والممولة علنا من قبل المخابرات الامريكية والصهيونية.
وحين انسحب العراق دخلت ايران بفيالقها ومخابراتها مستغلة ظروف الانسحاب غير الطبيعية وخطة المكر والغدر التي نفذتها أميركا بضرب قطعاتنا المنسحبة. وقامت ايران وعملاءها بتدمير معظم محافظات العراق والبنى التحتية فيها وقتلت الالاف من الابرياء والعزل وأقامت مقابر جماعية استخدمتها لاحقا بادعاء باطل ضد دولة وقيادة العراق الوطنية.
ثم ساهمت ايران بدعم الوضع الشاذ في شمال العراق ودعمت أميركا في أقامة جيب انفصالي في الشمال. وساهمت ايران في ابادة ملايين العراقيين عبر أبشع حصار جائر فرضته أميركا لاضعاف العراق وتفتييت وحدته الوطنية ونسيجه الاجتماعي تمهيدا لغزوه.
لقد كانت ايران لاعبا أساسيا عبر فيلق بدر وميليشيات الدعوة وحزب الله العراق والجلبي والاحزاب الكردية العميلة في التمهيد لغزو العراق ومن ثم في احتلاله واقتسام ادارته مع أميركا وبريطانيا.
هذا هو سجل العدوان والتامر على بلدنا.. مازال الدم يقطر لمرحلة ما قبل الغزو... وهو يقطر لمرحلة ما بعد الغزو حيث بلغ ضحايا الغزو الامريكي الايراني لبلدنا مليونين ونصف المليون شهيد وستة ملايين مهجر وملايين الارامل والايتام وتدمير كامل لاقتصاد البلد وبناه التحتية والفوقية والغاء لما انجزه بالعرق والدم في ميادين الخدمات التعليمية والصحية وغيرها.
ان الانتخابات ولعبتها السياسية المكشوفة التي تحاول عبرها كل من أميركا وايران اعلان أرجحية الاستحقاق في تامين الوضع العراقي مدنيا لصالحها لايوجد من ردع والغاء لاتجاهها الاحتلالي البشع واجرامها الحقير بحق شعبنا وأمتنا الا ردع البندقية المقاتلة ووحدة فصائل الجهاد البطلة.
انها فرصة تاريخية تطلع كشمس الرافدين.. تتجلى فيها حقائق الامور وتنكشف فيها كل الخبايا المستورة والمطمورة تحت عمائم العجم وأجندات اميركا.. فلقد بانت كل اطراف العدوان على العراق وشعبه وعلى الامة العربية ووجودها وليس من رد يتلائم وحجم عدوانيتها الا الكفاح المسلح ووحدة المجاهدين. ويوم تتضح اهداف وبرامج العدو يصبح بالمقابل واضحا درب الرد.. والله ان كل فصائلنا المجاههدة ملتقية الان على كل المشتركات التي تجعلها موحدة في توجهات فعلها البطولي وأهمها وفي مقدمتها تحرير العراق وطرد المحتلين بكل انواع جنسياتهم ولم يبق أمامها الا ان تعلن عن صيغة موحدة للقيادة السياسية والعسكرية لها. فنحن نعلم علم اليقين ان التنسيق بين الفصائل حاصل وان ارادة الوحدة المقاتلة قائمة وما على البعض الا ان يعبر بشجاعة بعض الحسابات الضيقة وينسى المسميات الحزبية والتكوينات ذات البعد الذي لايخدم اهداف التحرير ووحدة العراق اذ لايجوز ابدا ان تكون بعض اجنحة الجهاد طائفية وهي تقاتل الطائفية ولا يجوز للبعض ان يكون اقصائيا واجتثاثيا وتكفيريا وهو يقاتل ذات السمات لعملاء الاحتلال واذنابه.
انها صرخة الشعب ووجع الارض؟.. أن تتوحد ارادة الاحرار وتنطلق في هجومها المؤزر بارادة الله ونخوة شعبنا والشرفاء من أمتنا.. ففي الوحدة المقاتلة تقصر مسافات الوصول للتحرير الناجز وبها أيضا نقدم للعالم كله البديل الحر الشريف لارادة عراقية موحدة تتعامل مع الدولة بحكم تعددي ديمقراطي يجبر عظامنا المكسورة ويعيد الهيبة لعراق استهدفت هيبته كل غربان الامبريالية والصهيونية والطائفية المجرمة.
ان وحدة فصائل الجهاد قائمة وفق كل المناظير الخيرة ولا تحتاج الا الى تاطيرها لتاخذ كامل مداها.. لتكون هي الواجهة السياسية لتدير شان الحق العراقي الفردي والجمعي وتنفيذ كامل البرنامج الاستراتيجي للمقاومة البطلة لكل استحقاقات العراق والعراقيين.
الانتخابات ايها الاخوة هي خديعة أميركا المخابراتية لتوطن الاحتلال وهي توازن تاثيرها ودورها الاجرامي مع شركاءها وفي مقدمتهم ايران... انهم أيها الاحرار يوحدون اتجاهات تدمير وجودنا الوطني والقومي ويؤسسون للتفتيت كقنبلة موقوته وينسقونها فيما بينهم عبر التخابر والقنوات الدبلوماسية المباشرة وغير المباشرة.. ولا طريق للرد المعبر عن ارادة شعبنا العظيم الا بتوحيد وتنسيق جهد المقاتلين وفصائلهم البطلة الاسلامية والوطنية والقومية. واليقين ان أي عراقي يدعو أو يشارك الى الانتخابات تحت وازع واحد لاغير الا وهو وازع او هاجس الوصول الى وضع أفضل مما حصل وواجهوه عبر سبع سنوات من احتلال وحكم الخونة والعملاء. واليقين أيضا ان أحلام العراقيين لن تحققها عملية سياسية أوجدها المحتل وأعوانه ولن يغير حال العراق والعراقيين الا تحرير بفوهات البنادق ونجع الشهادة ونضح البطولة والشجاعة وهو طريق المقاومة الذي سيقصر كثيرا؟, عبر وحدة العمل الجهادي الباسل. انها دعوة عراقي لايرى غير عراق واحد حر سيد ولايعرف غير عراقيين نجباء يتوضئون بماء الشرف.