محمد زيدان
لقد أشرنا أكثر من مرة في وقت سابق بأن الاحتلال الصهيوأمريكي ليس عدوا تحركه الأهواء والنزوات كما يحدث في وطننا العربي، وإنما عدو مولع بالحسابات والتدقيقات، والاستراتيجيات البعيدة. واستراتجياته منها ما هو معلن، أو على ألأقل منها ما يمكن التكهن به، ومنها ما هو مستغلق وسري للغاية. ومسائل في منتهى الحساسية مثل احتلال العراق وما ترتب عنه من جرائم وفضائع لا بد أن يكون قد وضع لها الا حتلال حسابات وسيناريوهات وتدقيقات ببرودة أعصاب قبل الغزو وأثناءه. ولا شك أن صاحب القرار الأمريكي ليس هو الرئيس الأمريكي حتى وإن كان متحمسا ومنجرفا، وإنما قوى أخرى تتحكم في ناصية الاقتصاد والمجتمع الأمريكيين بشكل عام، وأقصد على وجه الخصوص المركب الصناعي العسكري والاحتكارات الاستعمارية العالمية. ومن هنا فإن العملية الشيطانية التى سماها الاحتلال عملية سياسية لعبة محبوكة بطريقة في منتهى الذكاء والمكر لتحقيق أهداف ثمينة وبأقل التكاليف. وهو ما يجب أن يعرفه كل عراقي وعربي.
وقد يقول قائل وأين إيران من كل ما حدث ويحدث؟ أليست شريكا للاحتلال في العراق؟ أليست المسؤولة عن إبادة مئات آلاف العراقيين الأبرياء؟ ونحن نتفق مع هذه النظرة الصائبة، فهي بالفعل شريك، ولكن مع ذلك فدورها محسوب العواقب، ولا يمكن أن تختفي ألاعيب ملالي طهران عن العين الغربية اليقظة التي ترصد كل كبيرة وصغيرة. ولهذا ما من جريمة ترتكبها إيران في العراق إلا يإذن صهيوأمريكي، أو بتشجيع منه وتفهم له أو تفاهم معه على حساب أرواح العراقيين الأبرياء وأرزاقهم وأمنهم وراحتهم ومستقبلهم ومستقبل أبنائهم. ما من نشاط يقوم به فيلق القدس الإيراني إلآ وهناك عين صهيوأمريكية تراقبه، على المباشر أو بطريقة ما من الطرق. وأما عملاء الاحتلال فهم أمام راعي البقر فعليا ومجازيا حفاة عراة كما ولدتهم أمهاتهم وكل حركاتهم وسكناتهم مراقبة بدقة.
لماذا إذن، تقصف إيران الشمال العراقي؟ ثم لماذا تحتل آبار النفط العراقية، ولا تردعها أمريكا أو تقطع يدها، وهي قادرة، مع أنها مسؤولة بصفتها قوة احتلال أو أن عليها التزامات بحكم الاتفاقية السيئة الصيت بمنطق عملائها في المنطقة الخضراء. لنفرض مثلا أن ظروفها العسكرية لن تسمح لها بتوجيه ضربة جوية لمواقع حيوية في العمق الإيراني خشية من أن يكون الرد الإيراني عنيفا في العراق من خلال القوات الإيرانية والمليشيات العميلة، فهل تعجز أمريكا وهي قادرة على توجيه ضربة ماحقة لأذرعها المتغلغلة في العراق، ولديها من الوسائل والامكانات ما يكفي وزيادة؟ الأدهى والأمر أنها ترعى أدوات إيران وتوفر لها الحماية وتغطي إعلاميا وسياسيا عن الفضائع التي ترتكبها إيران في العراق. فهل هو الغباء والحماقة أم أن هناك خطة مدروسة وحسابات دقيقة؟
لقد تحرش الوحش الصهيوأمريكي بدول عظمى لها شوارب نووية واقتصادية وحضور قوي على الساحة الدولية مثل الصين وروسيا واستغل ظروف أشخاص أو رجال دين ك"الديلي لاما" لاسافزازها وراح يصنع من الحبة قبة فشن الحملات الإعلامية الشرسة عليها..... وهناك حالات خرق لمياه اقليمية لدول حليفة للوحش ليست في حجم العراق لا من حيث تاريخه ولا ثرواته ولا أهميته الاستراتيجية ومع ذلك تحرك الأمريكان وملأوا العالم صراخا وتهديدا. وإذن فكيف يسكت العدو الصهيوأمريكي عن سطو ملالي إيران على آبار النفط العراقية الثمينة والاستيلاء على الأراضي العراقية وقصف القرى الآمنة في الشمال و تحريك جيشهم ومليشياتهم داخل العراق وفي أماكن حساسة ،،
يجب أن نتذكر أن التدخل الإيراني تحت السيطرة وكل شيء متفق عليه ومحسوم مسبقا. إن حسابات الوحش الصهيوأمريكي دقيقة في كل شيء؛ الاستثناء الوحيد الذي أخطأ ويخطئ فيه هو قوة ودور المقاومة الوطنية العراقية في الماضي والحاضروالمستقبل، وعجزت وتعجز فيه حاسباته العملاقة. لقد أثبت التاريخ القريب والبعيد للشعوب والأمم أن ليست هناك قوة قادرة على كسر إرادة الشعوب الثائرة؛ وتمثل المقاومة الوطنية العراقية إرادة الشعب العراقي في أنقى صورها. زيادة على ما ذكرنا فإنها تمثل الدولة العراقية بخبرتها ورجالها ومنجزاتها ومشروعها الحضاري الطموح؛ قد يخفت صوتها أحيانا لهذه الأسباب أو تلك؛ أو لضربات موجعة تتلقاها، لكنها كأي تنظيم دينامي حي تنظم أحوالها من جديد وتجدد طاقتها، ومن الملفت للنظر في العمليات المصورة الأخيرة التي نشرها أبطالنا في الطريقة النقشبندية أن هناك انخراطا كبيرا للشباب في العمل الجهادي. يبدو هذا من هيئتهم الرياضية الرشيقة ومن خفة حركتهم ومما يظهر من أجسادهم الطاهرة، ذلك أن غالبا ما تميل أجساد الأكبر سنا إلى زيادة في الوزن وثقل في الحركة؛ فهناك إذن دائما دماء جديدة تنخرط في العمل المقاوم. وهو ما يبشر بمستقبل واعد للمقاومة الوطنية العراقية وبنصر مبين على العدو الصهيوامريكي وجحوشه. والمفرح حقا كما في الاصدار 73 المتميز للطريقة النقشبندية هو دخول الماجدة العراقية عالم القنص فأصبحت أختنا- بفضله تعالى- تقنص الجندي الأمريكي بحرفية ومهارة رغم كل الاحتياطات مما حدا بإبني الصغير الذي لم يبلغ العاشرة من العمر إلى التعبير عن البهجة والإعجاب وكررنا اللقطات الجهادية عدة مررات لما فيها من شجاعة ومهارة في التصويب. إنها لقطات جهادية في منتهى الروعة والجمال.... ويجب أن نقف عندها طويلا متأملين فيها لما لها من معاني ودلالات وعبر. لقد أصبحت المقاومة تطور سلاحها معتمدة على عبقرية أبنائها، وعرفت كيف توظف الممكن والمتاح في خدمة الرسالة الجهادية. إن الأسلوب الجهادي الذي اتبعه مجاهدونا في الطريقة النقشبندية وإيمانهم العميق و صفاؤهم الروحي؛ وتفتحهم على شركائهم في الجهاد ونزعتهم الوحدوية جعلتهم مثالا جهاديا ساطعا يحتذى به.
لقد شعرت في وقت سابق أن هناك فراغا رهيبا ونقصا حادا في قصص الخيال العلمي في وطننا العربي، فرأيت أن أكتب رواية في الخيال العلمي عما يكون عليه مصير شعبنا العربي بعد آلاف السنين. ومن بين ما تخيلته ظهور طريقة أو اتجاه أصيل في وطننا يعتقد أن من واجبه الانتشار في الكواكب البعيدة وزرع الحياة فيها ليرتفع ألآذان في أرجاء الكون، وليعبد المسلمون ربهم في مساجد يقيمونها في الفضاء الخارجي وفي كواكب مجموعتنا الشمسية ومجرة درب التبانة وربما في المجرات الأخرى البعيدة عنا جدا وطبعا تلعب مثل هذه الحركات أو الطرق اللآخذة بما أسميته التصوف الحضاري دورا رياديا في تطوير تكنلوجيا المستقبل ابتداء بالنانو تكنلوجي وما يليها من تكنولوجيات رهيبة يمكن توقعها لغزو الفضاء والانتشار فيه تقربا من الله العزيز الحكيم جل جلاله. وأنا دائما عندما أفكر في مستقبل الوطن العربي وفي مثل هذه الأمور المستقبلية أتذكر مجاهدينا الأشاوس في فصيل رجال الطريقة النقشبندية الذين جمعوا فيما بين السمو الروحي والأخلاق الفاضلة والنزعة الحضارية المرتبطة بتراب أرض الرافدين العزيزة ثم الحرص على توظيف عبقرية الأمة في تطوير سلاحها بنفسها.... إنها مثال للسمو الروحي وللعبقرية المتوثبة إلى الأمام، وفي اعتقادي؛ هذا هو ما يؤهل هذه النزعة الجهادية الحريصة على توظيف العبقرية العراقية والعربية المسلمة في تطوير سلاحها -الذي تحدى أحدث ما توصلت إليه الصناعة العسكرية الغربية –على أن تعطي دفعا قويا للعمل الجهادي...فصواريخ البينة والبينة االمطورة والسديد والعبوات الناسفة التي طورتها العبقرية العراقية في ضل أحتلال بغيض وحرب إبادة يبشر بالخير الكثير وبأن مستقبل الأمة الزاهر آت لا ريب فيه. وقد تحرك انجازات مجاهدي التصنيع العسكري شبابنا لدخول مجال الخيال العلمي من أوسع أبوابه ومن ثمة محاولة تجسيده في الواقع على نحو فيه من السمو الروحي والأخلاقي والنزعة المستقبلية الحضارية الراقية التي يتميز بها رجال الطريقة النقشبندية.
إن مقاومة في مستوى المقاومة الوطنية العراقية لا بد وأن تنتصر بإذنه تعالى؛ ثم إن مقاومة فيها حزب يشتد عوده ويقوى في ظل جو من الحرب الشاملة والاجتثاث والتقتيل، والمؤامرات ويتضاعف مناصروه في الوطن العربي لابد أن تنتصر بإذنه تعالى. إن قدرها أن تنتصر وأن تحدث طفرة حضارية لا سابق لها في وطننا العربي. ومن أراد من العرب أن يراهن على علاوي أو أياد جمال الدين أو على الائتلافات العميلة....إئتلافات السرقة والقتل والعمالة و أعراس إبليس الكثيرة؛ فاليراهن فهو كمن يبني القصور الوهمية بالرمال على شاطيء بحر هائج وفي جو عاصف.
انطلاقا من هذه الحقائق فإن العدو الصهيوأمريكي وشريكه الإيراني الموغل في القذارة لن يطول بهما المقام في بغداد لمدة طويلة؛ وإذا كانت الحيلة تنطلي على السذج من قومنا فينبهرون بالجوقة الإعلامية العربية والعالمية الصاخبة أو تلك التي يسمونها عراقية فيظنون أن الدمى العميلة في المنطقة الخضراء تستطيع أن تستمر لمدة طويلة وأن تحكم العراقيين أو أن يوفروا قدرا من الأمن والطمأنينة فإن هذا لا يمر على ذوي البصر والبصيرة.... ذلك أن الضباط الأمريكيين أنفسهم يتوقعون أياما سوداء للعراقيين، ومعنى ذلك أنها سوف تكون حالكة السواد، وتوقعاتهم أو تصريحاتهم تلك لا تنطلق من فراغ؛ وإنما تقوم على معلومات دقيقة أو قل: إنها تدخل ضمن خطة معدة مسبقا لتمزيق العراق إلى طوائف وعشائر وأعراق متناحرة....إنه التخطيط الشيطاني الذي أشرنا إليه لتحقيق أهداف وغايات بعيدة المدى. ومن هنا فإن عرس إبليس أو ما سموه انتخابات عراقية في هذه الأيام لن يأتي إلا بالوبال والكوارث التي لا تنتهي؛ وكما رأينا؛ فإنها محسوبة ومضموتة النتائج؛ سواء انتخب الشعب أو لم ينتخب؛ فالاحتلال يتقن فن التحكم في مثل هذه الأمور؛ الصناديق والأشخاص والملتفون حولها ليسوا فصائل مقاومة تخلط أوراقه وتقلب كل شيء عليه وتكسر الأواني على رأسه... إنها مجرد صناديق للتزوير وإنهم مجرد عملاء صغار يفعلون ما يمليه عليهم السادة في البيت الأبيض وإيران الصفوية.
ولقد سمينا مهازل الانتخابات في العراق عرس إبليس. وعرس إبليس هو ما يشبه العرس الحقيقي كان موجودا في عهد الاحتلال الفرنسي في الجزائر واستمر لبعض الوقت بعد الاستقلال؛ ويتمثل في أن يقيم شخص عرسا بلا عريس أو عروس ولا أي سبب إلا جمع المال الذي يتنافس فيه القرويون البؤساء للتبرع لهذا السيد تحت تأثير الناي – القصبة البدوية أو الغايطة، والطبل ورقص الراقصالت اللائي يتفنن في جلب أو استدرار الأوراق النقدية من جيوب القرويين كأن ترقص إحداهن بطريقة غير محتشمة وتأخذ الورقة النقدية بفمها وتحملها إلى "الجراد" -بتشديد الراء- وهو الشخص الذي يسجل في دفتر خاص بكم تبرع هذا الشخص أو ذاك. وبعد كل جولة رقص يرفع " البراح" – شخض ينشط العرس- عقيرته هاتفا باسماء الأشخاص المتبرعين بأسلوب فيه بعض السجع وبلاغة اللسان، ويذكر الأسماء المتبرعة التي تتحدى آخرين لتجود بأكثر مما جادت به؛ وهكذا يسود التنافس. وقد يتدخل يعض المشاغبين من الشباب فيفسدون العرس، و تقع مناوشات أو شجارعنيف تستعمل فيه العصي كما لو كانت سيوفا فينصرف الحضور كل واحد إلى حال سبيله. ومعلوم أن هذا النوع من الحفلات الراقصة كان شائعا في المناسبات لدى البعض، ولكن عندما يكون بلا مناسبة لجمع المال فقط يسمى في الجزائر عرس ابليس. إن ما سموها انتخابات في العراق كثر فيها النقر على الطبل "وسخنت جوقة العملاء البندير" –الطبل- كما يقال. وتنافست فضائيات الاحتلال في للترويج لهذا "الخنشوش" – مقدمة وجه الحيوان وبالأخص الكلب- أو ذاك وكأنه " كراندايزر" الرسوم المحركة الذي سوف ينقذ العراق والعراقيين من المحنة التي طالت. وكم كنا نشعر بالخجل من أنفسنا ومن العالم ونحن نشاهد هذه الوجوه التي غطاها صدأ الخيانة حتى النخاع،،، ألا يشعر هؤلاء أنه من الأفضل لهم أن تبتلعهم الأرض أوحتى جهنم خجلا مما يفعلونه ومما يقولونه؟ متى أصلح الخائن المجتمعات؟ متى كان الخائن وطنيا يحب الخير للبلاد والعباد كما يروجون ويدعون في العراق الجريح؟
لقد رأينا هذه الأيام وفي فترة أقذر وأوسخ احتلال من عملائه " وخناشيشه" الملطخة وجوههم الكثير ممن يدعي الوطنية والحرص على أرواح العراقيين وممتلكاتهم في عرس إبليس غير مسبوق. كل شيء مهيأ صهيوأمريكا.... وقد يحاول ملالي إيران إحداث يعض الشغب لإزعاج الصهيوأمريكي لكنهم في النهاية لن يتحصلوا إلا على ما يريده العدو الصهيوأمريكي وسائرون فيما خطط له العدو الأمريكي طوعا أو كرها. دور إيران متحكم فيه، وليس صحيحا أنها منافس عنيد لأمريكا في العراق.... إنها أداة قذرة، وأشد قذارة مما يتصور العالم. ولقد وظف العدو الصهيوأمريكي الأحقاد الصفوية والأطماع الإيرانية بذكاء لزرع الفتنة بين العراقيين وإبادة ما يمكن إبادته.
وفي خرجة مفضوحة لعملاء إيران والصهيوأمريكيين في العراق ادعاؤهم أن أمريكا تدعم أياد علاوي "البعثي"، وكـأنما أياد علاوي بعثي، ونتعجب لماذا لم يقولوا عن العميل الإيراني الأمريكي الصهيوني عادل عبد المهدي أنه "بعثي" لأنه جرب حظه مع البعث يوما وفشل. أمن المعقول أن يتهم عميل أمريكا غيره ممن يتصدى لها بكل ما أوتي من قوة بالعمالة لها؟ أي منطق هذا؟
البعث يبلو بلاء حسنا في المقاومة ويشتد ساعده يوما بعد يوم، ولديه من الكفاءات والذكاء والتجربة الطويلة ما يؤهله للعب دور كبير في توحيد جبهات وفصائل المقاومة الوطنية العراقية لإنهاء الاحتلالين الأمريكي وربيبه الإيراني الصفوي. ولكي لا نظلم هذا الحزب العربي الأصيل المتجذر في الأرض العربية؛ فإننا نقول بأن ما تعرض له مناضلوه من إبادة وتشريد وتقتيل وقطع للأرزاق وتعذيب وتنكيل في السجون يفوق كل تصور. من ملأ ويملأ سجون الاحتلال وعملاء الاحتلال؟ أليسوا من البعثيين والشرطة والجيش والأمن وباقي الوطنيين العراقيين؟ إن منهاج البعث واضح وثابت منذ البداية؛ فهو لم يرضخ للضغوطات وهو في الحكم ليقيم علاقة غير شريفة مع الكيان الصهيوني، وهو لم ولن يتنازل عن مبادئه وعن برنامج التحرير الذي سطره منذ البداية. ولقد تعلمنا من قيادة البعث أنها دائما صادقة وأمينة. فلقد أثبت هذا الحزب العربي الرسالي العريق أن ضروب التقتيل والتشريد والاجتثاث لن تزيده إلا صمودا وقوة وثباتا. وإذا كانت الأحزاب التابعة لدول وأنظمة كما ثبت تتفكك أو تزول بزوال النظام الداعم لها فإن حزب البعث بالرغم من شيطنته والحرب الشرشة الخفية والعلنية التي شنتها وتشنها عليه أجهزة دول العالم ومخابراته وإعلامه داخل وخارج العراق ورغم الإبادة لمناضليه والتضييق عليهم فإنهم صمدوا صمودا أسطوريا وتقوى الحزب في الدول العربية الأخرى وأعاد تنظيم نفسه في العراق على نحو غير مسبوق. لهذا أصبحت ترتعد فرائص الدجالين وعملاء إيران والأمريكان من ذكر البعث والبعثيين....فهاهم يخافون من ظلهم.... وحتى علاوي وإياد جمال الدين أصبحا يخيفانهم ويتصورون أن لهما علاقة بالبعث....وكأن أمريكا تدعم البعث الذي يدق رؤوس جنودها ويفجرها تفجيرا في قواعدهم بالاشتراك مع كل جبهات وفصائل المقاومة الوطنية العراقية.
إن ما سماها الاحتلال الصهيوأمريكي عملية سياسية أو هذا اللقيط المسخ الذي سماه عملية سياسية آذى العراقيين أيما إيذاء، وكما قلنا يجب أن نعترف له بالذكاء والمكر والخديعة، لأنه استطاع أن يضمن لعلوجه سبع سنوات دامية خسر فيها العراقيون الكثير. ولولا ما سموه عملية السياسية وأعراس إبليس المثيرة التي مرروها عنوة على الشعب العراقي بالقتل والتهديد والوعد والوعيد لأجبر العدو الصهيوأمريكي على مغادرة البلاد منذ مدة. إن ما سميت عملية سياسية هي أخطر ما فعله الاحتلال في العراق..... وهي مسخ يجب أن يزول في أقرب وقت لإخراج العراقيين من حمام الدم. وكما قلت فإن نتائج عرس ابليس الأخيرة مضمونة، ولن تخرج عما أراده الصهيوأمريكيون؛ فالكل ممن انخرط في هذه العملية الشيطانية يعمل أحب أو كره وفق الخطة المرسومة؛ وإذا ظهر أن هناك خلل ما فإنه يمكن تصحيحه في الوقت المناسب.
إننا نتوقع أن يكون الكثير ممن ذهب إلى عرس ابليس الأمريكي الصهيوني كان تحت الضغط والإرهاب أو ربما أملا في التخفيف من المعاناة وأحيانا تحت سياط الإعلام والفضائيات والملصقات والمعلقات؛ لكن سوف لن يتغير أي شيء وسوف تستمر دار لقمان على حالها..... قتل وتجويع وتشريد وندرة في الخدمات واستشراء للأمراض والأوبئة وفساد ومطاردات. ولما صرح قادة الاحتلال بأن العراق تنتظره أيام سود... فهذا مع الأسف واقع لا محالة، فأعراس إبليس تنتهي عادة بالكوارث والفتن. ما من عرس إبليس يمر به العراقيون إلا ويدخلهم في نفق حالك السواد والعياذ بالله.
والسؤال ما الحل؟ هل هناك مخرج ما من جحيم الاحتلال وعملاء الاحتلال وأعراس أبليس الدامية؟ هل هناك طريقة ما؟
والجواب : نعم هناك مخرج واحد وفريد، ويستحيل أن يوجد منفذ نجاة للعراقيين إلا بالسلاح...فالسيف أصدق أنباء من تخرصات المتخرصين ومن أعراس إبليس الكثيرة التي يديرها الاحتلال باقتدار ومهارة. نعم إن للمقاومة الوطنية العراقية طرقها وأساليبها الذكية في التعامل مع الواقع وقد يصل المجاهدون إلى مكتب كبير العملاء في المنطقة الخضراء ويراقبون كل شيء عن قرب، ولو رأوا أنه من المصلحة الضرب بيد من حديد لضربوا بقوة. عيون مجاهدينا الساهرة لا تترك بقعة إلا وراقبتها..... وليس أدل على ذلك من اللقطات الطريفة المصورة لرجال طريقتنا النقشبندية ما شاهدناه من أن داخل الجيش العميل نفسه مجاهدون أشاوس ينفذون وبالزي العسكري جنبا إلى جنب مع باقي إخوانهم عمليات قصف جريئة ضد قواعد الاحتلال الأمريكي. الجهاد العراقي فيه من السرية ما يحار فيه العقل وفيه من الذكاء والحكمة ما يسر الأخ والصديق ويغيظ العدو. وإذن من حق المقاومة الوطنية العراقية أن تخترق كل الأجهزة العميلة؛ ومن حقها أيضا أن ترحب بكل عائد إلى شعبه ووطنه، فباب التوبة مفتوح؛ وإذا شاء أن يعمل وفق استراتيجية الجهاد والتحرير بصدق وإخلاص فله ذلك. وهذا ما يجب أن يفهمه جيدا هؤلاء الذين يداهمون البيوت الآمنة ويستحيون النساء الفاضلات ويسوقون أبناء شعبنا الصابر إلى السجون؛ فأصبح يعتقد المرؤ أن كل أبناء محافظة ديالى البطلة على سبيل المثال اقتيدوا إلى سجون الاحتلال وعملائه من كثرة ما نسمع ما يجري فيها من الملاحقات والاعتقالات ونحن بمنأى عن موقع المعركة بآلاف الكلومترات. وكل هذا الظلم المسلط على أهلنا لم يمنع فصائلتا الجاهدة من تنفيذ عمليات جريئة في كل مكان من ديالى...ألا ما أروعك ياديالى المجاهدة.....أيها الرباط المتقدم وأيتها القلعة الصامدة. ليتعظ هؤلاء الذين انخرطوا في الأجهزة العميلة من غير كبار القتلة وفيلق القدس والصفويين الإيرانيين المندسين في الصفوف ويعودوا إلى رشدهم قبل فوات الأوان. فعرس إبليس بصخبه وكرنفالاته قد انتهى ولن يفيد العراقيين، والجيش لا يكون جيشا إلا بعقيدته الوطنية..... والجيوش كل الجيوش في التاريخ وفي العالم ما وجدت إلا للدفاع عن حرمة الوطن.... لا لتحمي قواعد الغزاة وأوكار عملائهم من جيش الحق وغضب الشعب الثائر.
لقد حان وقت التحرير؛ وإن أي تأخير سوف يؤدي إلى مجازر؛ ومن لم ينتفض الآن أو قريبا فإنه قد يكون ضحية تطاحن المليشيات العميلة والمساومات الخسيسة فيما بين العصابات الإجرامية التي استقدمها المحتل من وراء الحدود لتقتيل العراقيين الشرفاء وترويع الأطفال والنساء.
الحل الوحيد ولا حل غيره هو اجتثاث العملية الشيطانية والمسخ الذي سماه عملية سياسية من الجذور؛ وأن يشارك الجميع في وضع حد لهذه المأساة؛ وإذا كان بعض السذج من المسلمين في العراق يقولون هذا من منطقتنا أو من حينا أو من طائفتنا أوعشيرتنا فإنهم قد تطالهم السيارات المفخخة لا محالة أو العبوات الناسفة في أي لحظة من اللحظات جراء تطاحن العملاء.
وإن ما لا يدركه هؤلاء الذين زج بهم الاحتلال في إيذاء مواطنيهم ومطاردتهم وقتل الأبرياء تحت التعذيب وما شابه ذاك من الجرائم أن الاحتلال الصهيوأمريكي قد أباد الكثير منهم ومعه الاحتلال الصفوي لدفعهم إلى التطرف في العداء لشعبهم وارتكاب أبشع الجرائم في حقه... وقد ينسب ذلك إلى القاعدة أو التكفيريين أو..... وهو قادر على تزييف الوقائع. ما لا يعلمه هؤلاء أيضا أن خبراء أمريكا يصنعون أيضا الانتحاريين الذين يفجرونهم في الأسواق..... إنه العلم والتطور العلمي، وفيه أسرار وأسرار لا يسمع بها البسطاء في بلادنا. ما من دابة تتعثر في العراق إلا ومن ورائها الاحتلال،،
إن الحل هو السلاح ثم السلاح وإنهاء العملية الشيطانية المسماة عملية سياسية بالتظاهر بالاعتصامات.... بالعصيان المدني....... بتأجيج الفعل المقاوم...بالتلاحم والتراحم.. بنبذ الطائفية والطائفييين؛ بتجنب الإصغاء للدجاليين المعممين أو بدون عمائم... إنهم عضام جهنم....إنهم حطب جهنم في الدنيا والآخرة فاجتنبوهم يرحكم الله وينصركم على القوم الكافرين.
المقاومة الوطنية العراقية حاضرة بقوة وهي تحارب على جبهات متعددة، وتتقدم باستمرار واقتدار إلى الأمام وتشق طريقها بجدارة واستحقاق نحو النصر؛ أحب من أحب وكره من كره. وتعجبنا التصريحات المطمئنة لجهات قريبة من المقاومة أو الناطقة بإسم بعض فصائلها التي تؤكد بأن حالها يتحسن باستمرار... هناك من صرح في وقت سابق بأن عمليات المقاومة انحصرت في بعض المناطق بسبب لعبة الصحوات، ولكنها الآن تعافت وأعادت زخمها إلى سابق عهده. ومع أن اختفاء المارينز في جحورهم الحصينة كالجرذان فإن المقاومة تلاحقهم باستمرار وتمطرهم يوميا بالصواريخ وتقطع عليهم طرق الإمداد، وكما أكدنا فإن مجاهدينا الأبطال في الطريقة النقشبندية طوروا صواريخ البينة وسوف يطورونها يإذنه تعالى تكيفا مع ظروف المرحلة ولكل داء دواء.....فلا بد من تطوير الوسائل الفعالة لإخراج جرذان "الكاوبوي" من جحورها ؛ وإجبارها على مغادرة العراق وتركه لأهله وأطفاله.
إن المقاومة الوطنية العراقية بخير وهي من نصر إلى نصر ولها تكتيكاتها الذكية وحساباتها، والوقت يسير في صالحها، وما حالة الهلع والرعب التي يعيشها عملاء الاحتلال والمطبلين والمزمرين له خوفا من البعثيين وأنصارهم الذين يتضاعفون في العراق والوطن العربي إلا دليلا ساطعا على أن وقت الحساب والعقاب قد حان. فليتشاجروا أو يتناحروا في عرس إبليس الذي ابتغاه لهم الاحتلال الصهيوأمريكي أو فليشرعوا في تجميع عفشهم وما نهبوه ليرحلوا إلى مأواهم الأخير في إيران أو في الدول التي تجنسوا بجنسيتها. لقد حان وقت الرحيل، وإنه آخر "عرس إبليس" في العراق، ولا مكان للشهرستاني ولا لموفق الربيعي ولا لكل الإيرانيين الصفويين القتلة الذين يدعون أنهم عراقيون وما هم بعراقيين.
إن ملاحقة الأبراياء واعتقالهم والتنكيل بهم في ديالى أو حول المدن المحيطة ببغداد المشكلة لأسوارها المنيعة أو في الموصل والبصرة و في كل مكان لن يثني المقاومة الوطنية العراقية عن توجيه الضربات الموجعة لجرذان الاحتلال في قواعدهم الحصينة...إنها ما ضية –بإذنه تعالى- في تصعيد مآثرها الجهادية في كل ربوع العراق،، إن جريمة محاولة ترحيل الوطنيين العراقيين من كربلاء والنجف بحجة أنهم بعثيون يعبر عن أن القاومة ماضية في الاتساع والاشتداد..... وإن أملنا كبير في الشعب العراقي لأنه يخوض ملحمة تاريخية فريدة من نوعها من شأنها أن تغير تاريخ الوطن العربي والعالم بأسره....إنها ثورة عملاقة.... إنها ثورة المروءة والشهامة العربيتين ومعهما العبقرية الضاربة بجذورها في أعماق التاريخ.... المقاومة الوطنية العراقية هي صوت آلاف السنين من الحضارات والأمجاد التي شيدتها سواعد أهلنا في العراق، وهي فوق ذلك صوت آلاف السنين من الحضارات التي التي سوف يشيدها شعبنا العربي في المسقبل بإذنه تعالى..... إنها صوت الحق والعدالة والصدق والحرية. لقد تعلمنا أن نشك في كل شيء مما يروجه الاعلام ما عدا الذي يأتي من أفواه المقاومين العراقيين أو القريبين منهم..إنها المقاومة الوحيدة في التاريخ التي تفعل الكثير وتصرح بالقليل؛ فلطالما تنافست الفصائل في مقاومات أخرى على تبني العمليات الفدائية.... لكن مقاومتنا العراقية هي الوحيدة التي لا تتسابق فيها جبهاتنا وفصائلنا الجهادية لتبني عمليات بعضها البعض... قد يقع سهو هنا وهناك في تبني عملية مصورة من فصيل لفصيل آخر لكثرة العمليات؛ لأن من ينشر على الأنترنات ليس من الضروري أن يحمل البندقية. وهي أمور تقع. العمليات كثيرة ومثمرة والحصاد وفير.
المقاومة الوطنية العراقية هي المقاومة الوحيدة التي حرمت الدم العراقي حتى ولو كان يعمل في التشكيلات التي صنعها المحتل إلا دفاعا عن النفس أو تصفية لعناصر فيلق القدس الإيرانية.... وهذا مع الأسف لم تفهمه تلك الجحوش المستنفرة التي تقتل الأبرياء تحت التعذيب. وكما قلنا فإن الكثير من القتلى فيما يسمى شرطة وجيشا هو عمل صهيوأمريكي إيراني وتناحر مليشيات عميلة. قد تطال التصفيات بعض جواسيس الاحتلال لما يمثلونه من خطورة على الفعل الجهادي؛ لكن القتل بالجملة من دون تمحيص وتحقيق هو فعل صهيوامريكي صفوي. وحتى وإن بدا غير ذلك فمصدره الاحتلال. ألم نشر إلى دهاء الاحتلال ومكره وحساباته ومراكز دراساته؟
وختاما أشير إلى حادثة وقعت في بحر هذا الأسبوع في الجزائر العاصمة؛ اذ استيقظت في الصباح الباكر وامتطيت الحافلة وعندما توقفت في الطريق صعد شيخ طاعن في السن حليق اللحية ؛ وسيما،
بهي الطلعة، وكان يحمل بيديه بعض الأكياس إلا أنه كان يتعثر في مشيته بحثا عن مقعد ليجلس عليه، فخف بعض الجالسين لمساعدته... وقبل أن يجلس ويستقر أمامي في مقعده قال فيما معناه متأسفا: "آه لو كنت شابا في مقتبل العمر لذهبت إلى العراق لجهاد الأمريكان"، فقلت له "ليس بالضرورة أن تذهب إلى العراق للجهاد....فهناك طرق أخرى. فرد علي:.... حتى عملة الجزائريين لا تصلح"، أي انها ليست عملة صعبة. لكن الرجل الشهم لم يكن يدري أن موقفه هذا الرائع في الحافلة كان صولة جهادية في صالح مقاومة شعبه وأمته في العراق العظيم ضد الغزاة.
ألا فلتذهب أعراس إبليس إلى الجحيم، تعالوا إلى كلمة سواء فنجمع الشمل ونكنس الاحتلالين الصهيوأمريكي والإيراني، وإلا فإن حرب الإبادة والسيارات المفخخة في الأسواق والساحات العمومية لن تنتهي....إن الاحتلال الصهيوأمريكي هو الذي أوجد أعراس إبليس هذه وهو المستفيد منها وشريكه الاحتلال الإيراني الصفوي القذر..... ليلتف الشعب....كل الشعب حول مقاومته الوطنية العراقية بكل شموخ وكبرياء.... إنها مصدر قوته الوحيد وإنها النصر والأمل.... وإنها الحضارة والمستقبل.
وتحياتي إلى المجاهدين العراقيين وإلى كل من يدعم المقاومة الوطنية العراقية ولو بالكلمة الشجاعة. وعاشت المقاومة الوطنية العراقية الممثل الشرعي الوحيد لشعبنا العراقي العريق في حضاراته والمتطلع نحو مستقبله الزاهر. والسلام.