محمد عبد الحياني
المقدمة
للدخول لهذا الموضوع , لابد ان نعرف حقيقة هامة , هي ان الستراتيجية العامة لايران منذ القدم انها لاتستطيع الامتداد واحتلال اجزاء من ارض العراق والاراضي العربي التي في شرقه وشرق الساحل الشرقي للخليج العربي وجزره , إلا بمساندة المحتلين الكبار, من مغول واسبان وهولندين وانكليز واخيراً وفيما نحن فيه ( الاحتلال الصهيو امريكي ) . فقد وقف مجوس الفرس مع هذا الاحتلال وامدوه بالقدرات اللوجستية وعصابات الجريمة التي دربوها في ايران ولبنان لتقوم بنشر( الفوضى الخلاقة !!! ) , التي ارادها الصليبيون والصهاينة , ولم يكتفوا بذلك بل قامت عصاباته هذه بقتل العراقيين , من دون ان تستثني منهم اي انتماء طائفي ينتمون اليه , سعياً منهم في نشر بذور( الفتنة الطائفية ) التي تؤدي الى تفتيت العراق وشرذمته . كما امد الفرس هذا الاحتلال بمجموعة من العملاء والخونة ( افندية كانوا ام معممين ) ليحكموا باسم الاحتلال الامريكي الايراني الصهيوني ..... وحين استبطأ الطرف المجوسي تحقيق هدفه في احتلال العراق بالشكل الذي كان ينتظره , كما هي عادته عبر التأريخ مع المحتلين الذين احتلوا العراق وجزر واراضي الجانب الشرقي من الخليج العربي , رغم اعتماده على عملاءه الذين اغرتهم الاموال التي غرقوا فيها , بسبب السرقات التي قاموا بها لثروات العراق . تبين لهذا الطرف المجوسي , ان هؤلاء العملاء قد اصبحت نسبة كبيرة من عملهم تصب في جشعهم للسرقات التي تخدم مصالحهم الشخصية . واصبح الجانب الايراني يشعر بانه قد فقد نسبة من هؤلاء العملاء , لانشغالهم وتكالبهم على سرقة ثروات العراق , الامرالذي زاد من كره شعب العراق لهؤلاء الخونة من جهة , وفقدان قدرة هؤلاء المجوس التعامل مع العنصر الطائفي بعد ان تغلب عنصري الوطنية والقومية لدى العراقيين تجاه الفرس وعملاءهم , الذين ظهروا بوجوههم الكالحة التي يهمها غير المناصب والكراسي التي يبيعون آبائهم وامهاتهم ليحصلوا عليها ..... وبالتالي فقد بات الصراع الايراني مع حلفاءه الامريكان للسيطرة على كعكة العراق , يحكم على نفسه بفشل الاثنين , فكلاهما فلت منه الزمام , والفضل كله يعود لصمود ابناء الرافدين ووحدتهم, ولضربات اسود المقاومة التي آلت على نفسها ان لاتدع جندي محتل واحد اوعميل خاسيء يدنس ارض العراق .... وسيتهي هذا الكابوس المُظلم قريباً عن العراق بأذن الله .
دلائل خيبة امل مجوس ايران في احتواء العراق :-
وقبل ان نذكر بعض من فقرات خيبة امل ايران في احتواء العراق , لابد لنا ان لا ننسى خيبة امل امريكا في ذلك , فقد سبقت الفرس نتيجة الهزائم التي مُنيت يها نتيجة الضربات السحقة التي تلقتها من مقاومة ابطال الرافدين , وبعد ان تخلى عنها كل حلفاءها الاوربيون وغيرهم في حربها الصليبية على العراق بسبب ما عانت جيوشها فيه من ضربات مقاومة ابناء الرافين الابطال , ومن فشل مشاريعها الخاصة بشرذمة العراق ...... ومن دلائل خيبة امل مجوس الفرس ما يلي :-
1) عدم مقدرتهم على جمع كلمة احزاب عملاءهم الطائفية , بعد مسرحية الانتخابات المزيفة الاخيرة في العراق .. وقد تبين لهم ذلك اكثر, بعد ماقاموا به من ضغط على طفلهم المعمم مقتدى الصدر حين اجبروه على تغيير موقفه من عدم ترشيح المالكي لمنصب رئاسة الوزراء الى الموافقة على ذلك , حلاً للاشكالات التي وقعوا بها نتيجة اصطراع عملاءهم في الاحزاب التي انشئوها لهم ليحكموا بها العراق . ولكن الذي حصل ان هذا الطفل ابدل موقفه بعد لقاءه برئيس القائمة العراقية اياد علاوي في دمشق ..... وهنا لابد ان نذكر ؛ انه من الصحيح ان عملاء ايران قد افادوها بالكثير من المغانم من ثروات العراق ونفطه على حساب لقمة عيش ابناء العراق وأمنهم والخدمات التي تقدم لهم , وعلى حساب بناء القاعدة الاساسية لنمو العراق وتطوره , إلا ان كل ذلك لا يفيد ايران في اطار خطتها الاحتوائية للعراق , بل وجدت نفسها خارج دائرة ارادتها وهي عاجزة عن فرض هذه الارادة على من سلمت ( لحيتها بيدهم ) من العملاء .
2) ومن دلائل الخيبة الايرانية في العراق استبدال سفيرها بسفير جديد من الحرس الثوري الايراني , لتأكدها من فشل الاول في السيطرة على عملاءها في توحيد موقفهم مما تريده منهم ايران لتنفيذ خطتها في احتواء العراق . وهنا لابد من التأكيد , على ان السفير الجديد لايران يحمل صفة ( القائد لفرق الجريمة والموت الايرانية في العراق ) , من خلال انتماءه العسكري كقائد في الحرس الثوري الايراني الذي درب هذه الميليشيات الخاصة بالاحزاب الطائفية لتنفيذ جرائمها في العراق .... وهذا يعني ايضاً ان العراقيين سيعانون من غياب الامن والاستقرار نتيجة ماستقوم به هذه الميليشيات تحت اشراف هذا السفير الجديد لايران الذي يحمل مخططاً معداً للارهاب والتدمير , حتى ولو فلت الزمام من يد ايران في تشكيل الوزارة القادمة للعراق المحتل .
3 ) ومن الدلائل الاكيدة لخيبة امل ايران في العراق , ان العراقيين وبكل طوائفهم بدأوا يقتنعون بأن الذين كانوا يقولون عنهم ( انهم لوكسرتم عظمهم لخرجت منه النجاسة ) سيكونوا , لا سمح الله , اسياداً لهم . وهي تعلم ايظاً ان ذلك سيضاعف كره وحقد العراقيين اتجاهها واتجاه عملاءها في العراق ... ولذلك فانها قد انابت حكومة القطر العربي السوري , الموالية لها ولسياسة ولاية الفقيه , في ان تعمل على ان يكون لايران شأن كبيرفي ادارة الحكم في العراق خلال هذه الفترة الحرجة . وبذا اصبحت اكثر الوفود الخاصة بالاحزاب العميلة في العراق والتي كانت تتوجه الى طهران لتلَقي التوجيهات من الولي الفقيه , تتوجه الآنً الى دمشق لتلقي التوجيهات من بشار الاسد ..... وفي ذلك نوع من التضليل الذي يوحي للعراقيين وللشعب العربي بان ما يصدر عن سوريا في معالجة الازمة الوزارية المستعصية في العراق انما هو من وجهة نظر عربية وليست ايرانية .....!!! .
4 ) ومن خيبة املها ايظاً هو ما تعيشه من وضع سياسي رافض لاستمرار نظام الملالي والمعممين من داخل ايران ذاتها , مما يهدد ذلك بالانفجار من داخلها في اي وقت , مما يدمر آمالها في تنفيذ ما رسمته بمساعدة امريكا والكيان الصهيوني في احتواء العراق .
الموقف الصهيو امريكي من هذه الخيبة الايرانية
يخطأ قاريء هذا الموضوع اذا تصور ان امريكا والكيان الصهيوني قد فرحا لهذا الموضوع . فالتحالف الثلاثي بينهما لابد ان يستمر حتى تنفيذ اهدافهم التي تتوافق مع بعضها في مواضع , ويعتدي بعضها على اهداف الاخرى في مواضع اخرى .... وعلى سبيل المثال فان امريكا والكيان الصهيوني يريدان بقاء ايران مصدراً للفتنة بين المسلمين في العراق والمنطقة العربية , تنفيذاً لمشروعيهما التقسيمي للعراق والاقطار العربية واضعافها ليتسنا لهما السيطرة على المنطقة وعلى ثرواتها وبالاخص منها الثروة النفطية , ولكنهما ( امريكا والكيان الصهيوني) لا يسمحان لايران ان تتجاوز على الاستفادة من ( حقوقهما ...!!! ) في هذه الثروات, الا اذا كانت الاستفادة الايرانية تقع ضمن اطار احتكاراتها الاستعمارية في المنطقة , وهو امر يُخضع نظام الملالي في طهران للسيطرة الاستعمارية حتى في حالة امتداداتها الجغرافية باتجاه الاراضي العراقية والعربية , لاسامح الله ....... وسيبقى التحالف الصهيوامريكي يدعم التوجه الفارسي في إثارة الفتنة الطائفية في العراق والمنطقة العربية , بل يتجاوزها الى جميع الدول الاسلامية , وهذا بالفعل ما تقوم به ايران اليوم في كل الاقطار العربية كاليمن والسعودية ودول الخليج العربي ولبنان وسوريا والسودان ومصر والاقطار العربية في شمال افريقيا , من خلال تصديرها التعاليم والطقوس المجوسية مدفونة ومغطاة بعباءة الاسلام . لتخلق بالمقابل ردة فعل من قبل المسلمين المنتمين الى المذاهب الاسلامية الاخرى . ان ايران لا تقوم بكل ذلك حباً لآل البيت والمذهب الجعفري , بل لتشويه التعاليم الاسلامية وتطعيمها بمباديء الزندقة والكفروبذر مسببات الفرقة والشقاق بين المسلمين في شتى انحاء العالم ....
بعض الملاحظات
كان من اسباب حديثي في هذا الموضوع ايضاً مايلي :-
1) ان اكثر من كتب ( وانا بضمنهم ) قد اخذها من الجوانب التي تظهر ايران وكأنها قدر مسلط لايمكن ليّه اوكسره , وهو امر قد يؤدي بنا الى اهمالنا لامر مقاومة هذا العدو الذي ينفث بالسم المجوسي الملحد او تهاوننا في التصدي له ولخطره المحدق بالامتين العربية والاسلامية ..... ولذلك فلابد لنا ان نتحرى دائماً عن نقاط الضَعف والوهن الكامنة في هذا العدو , وكذلك التحري عن اساليبه الملتوية والمخادعة , بغية اختراقها وكشف ما ورائها من اهداف خبيثة لتشويه تعاليم الاسلام وشق وحة الصف لابناء امتيننا العربية والاسلامية , ولاتخاذ ما يمكن اتخاذه من اجراءات ازاءها لايقافها وافشالها ... ان كل هذا يدعو الاقطار العربية ( شعباً وحكومات ) تنسيق مواقفهم كوحدة واحدة في جمع المعلومات عن خطط هذا العدو وصيغ واساليب تغلغل افكاره التضليلية بين صفوف الجماهير العربية والاسلامية , وتتبع خلاياه النائمة ومجاميعه القتالية المعدة لاثارة البلبلة والقيام بالاغتيالات والتفجيرات وباقي الاعمال التخريبية , للتحرك نحوها قبل مباشرتها بالتخريب . وفي هذا المجال لابد ان ننبه الاقطار العربية ( شعباً وحكومات) الى ان تمكن ايران من العراق ( لاسمح الله) سيعني انفتاح الباب لايران على مصراعيه للسيطرة على اقطار الوطن العربي , خصوصاً وان هناك ثايات واسعة ومؤثرة لايران في هذه الاقطار, من امثال حزب الله في لبنان والحوثيون في كل من اليمن والمملكة العربية السعودية وفي دول الخليج العربي . ولذلك فلابد لهذه الاقطار ان تعي ان اول عمل يجب ان تقوم به هو دعم ومساندة مقاومة العراق التي لقنت الغزات الدروس التي اخرجتهم مهزومين من ارض الرافدين .
2) كما ان على الدول العربية ان تاخذ بنظر الاعتبار في تعاملها مع النظام السوري , وتنبيهه بان يقلل من الانحياز لهذا العدو في مواقفه السياسية , تغليباً منه للالتزام الطائفي على الالتزام القومي العربي وهو ما يسعى اليه التحالف الايراني الامريكي الصهيوني في تنفيذ مراميه في شرذمة الاقطار العربية الى دويلات مجهرية . اذ ان الوحدة والتماسك العربي هو السبيل الوحيد لدحر مخططات هذا العدو ذو الثلاث رؤوس , وبالاخص منها رأس الافعى المجوسية ....... كما نعيد ونذكر اقطارنا العربية , شعباً وحكومات , الاهتمام بقضية شعبنا العربي الاحوازي الذي يلاقون اليوم شتى صنوف القهر والاضطهاد , ودعم حركته التحررية , انتصاراً لشعبنا المحتل في الاحواز , واضعافاً للعدو المجوسي الطامع في اراضينا العربية ......
وفي الاخير نقول لابناء شعبنا في العراق ؛ انتظروا البشارة , فان النصر بعون الله العزيز القدير قد بدأت تباشيره تلوح في الافق وعندها سيرى الذين كفروا وخانوا اوطانهم اي منقلب سينقلبون ..... والرحمة لكل شهداءنا الذين سقطوا دفاعاً العروبة والاسلام في العراق وفي كل ارض عربية وفي مقدمتهم سيد شهداء هذا العصر صدام حسين المجيد .... ومن الله النصر والتوفيق ... وهنيئاً للامة بشهر رمضان ..........[center]