ماهر زيد الزبيدي
لقد جاءتنا أمريكا الشر بالديمقراطية المزعومة محتلة لبلدي العراق بمبررات كاذبة بحجة إن العراق لم يتعاون مع لجان التفتيش ولديه أسلحة تدمير شامل وان النظام الوطني العراقي يهدد الأمن القومي الأمريكي..!! وأنها ستضع الأسس الديمقراطية في العراق ليصبح نموذجا لدول المنطقة.!! وانها ستحرر العراقيين من ( الديكتاتورية )..!! ودخلت حربا لغزو بلادي دون موافقة مجلس الأمن والأمم المتحدة معتبرة غزوها للعراق واحدا من أسس الديمقراطية..!!بعد ان جندت حفنة معها من الغرباء كانوا بمثابة أدلاء خيانة ومترجمين عرب وعراقيين مع جمع من الشعوبيين والحاقدين على العروبة والإسلام ممن جندتهم ايران الشر ضمن مخابراتها وهم من أصول فارسية وهم من يقبع حاليا في المنطقة الخضراء الذين ليس لديهم أية قاعدة في العراق هؤلاء الذين كانوا يعيشون على فتات موائد الأجنبي. ويحملون جنسيات مختلفة ويعملون لأجهزة مخابرات متعددة.ساعدهم بهذا الغزو إيران والكيان الصهيوني وشيوخ الغجر في الكوي نعم انها غزت بلدي في عدوان سافر وتحت مبرر تدمير اسلحة الدمار الشامل للعراق، وتبين للعالم اجمع ان ذلك المبرر انما اكذوبة كبرى وبكل المقاييس، فكانت تدمير العراق تدمير شامل، لكنها الاكذوبة ، لكنها الأكذوبة التي لم تجد للأسف الشديد -لا عربيا ولا دوليا- من يندد بها أو يشجبها أو حتى يبدي أسفه لاتخاذ ذلك المبرر الكاذب ذريعة تتستر بها الإدارة الأمريكية لجريمتها ،و رغم مرور أكثر من سبع سنوات على احتلال بلدي العراق ، ماذا تحقق من ديمقراطية حكامكم لنا..؟
مع ضرورة الإشارة هنا إلى أن الحرية والديمقراطية يجب أن يكون منتجا محليا يصنعه أهل كل بلد بأنفسهم دون الاستعانة بالأجنبي، فالاستعانة بالمستعمر إنما هو علامة الانتقاص من السيادة ونهب الثروة.
الذي حققته الديمقراطية الأمريكية لشعبنا الجريح هو تدميركل شيء بناه نظامنا الوطني من بني ارتكازية، الجامعات، والمدارس، والمستشفيات والمساجد ودور العبادة ومحطات الماء والكهرباء والطرق والجسور، وحطمت جميع المؤسسات الصناعية وعطلت الزراعة والخدمات فضلا عن سرقة كنوز العراق العظيم المتمثلة بالآثار النادرة وسرقة مقتنيات المتحف الوطني الذي لاتقدر قيمته بثمن،
الديمقراطية والحرية التي جلبتها لنا حكوماتكم المتصهينة هو انتهاك حقوق الإنسان في السجون والمعتقلات السرية والعلنية التابعة لقوات بلدكم الغازي واغتصاب الرجال والنساء ومنها فضيحة سجن ابي غريب وسجون تابعيكم من الخونة والجواسيس الذين نصبتهم حكوماتكم حكاما على المنطقة الخضراءقال الأكاديمي (ستيفن مايلز) من جامعة مينسوتا في دورية (لانست) الطبية الشهيرة إن التقارير المؤكدة والموثقة بشأن الانتهاكات في العراق تشمل الضرب والحرق والصدمات والتعليق من الأطراف والحرمان من الأوكسجين والتهديدات ضد المعتقلين وذويهم والإذلال الجنسي، والسجن الانفرادي وتغطية الرأس واستخدام الأصفاد لفترات طويلة والتعريض للحرارة والبرودة والضوضاء المرتفعة، وقال أنه في أحد الأمثلة قام جندي بربط معتقل بعد تعرضه للضرب في أعلى باب الزنزانة وقام بسد فمه.
وكان يتم تكليف قوات الاحتلال بجعل المعتقلين ينهارون استعدادا للاستجواب وكانت مهمة الشرطة العسكرية جعلهم متيقظين وتحويل الأمر إلى جحيم حتى يتكلموا.
وحسب الفقرات التي نشرتها صحيفة (لوس أنجلوس تايمز) الأمريكية من تقرير (الجنرال تاكوبا) تتضمن وسائل التعذيب الذي تقوم به الشرطة العسكرية ما يلي:
1 - اللكم الصفع والركل والدوس على الأقدام العارية.
2 – تصوير السجناء والسجينات عراة.
3 - صف المعتقلين في أوضاع جنسية مختلفة وتصويرهم.
4 - إجبار المعتقلين على خلع ملابسهم وتركهم عراة لأيام.
5 – إجبار الذكور على ارتداء ملابس النساء الداخلية.
6 - إجبار الذكور للعب بأعضائهم التناسلية وتصويرهم في تلك الحالة.
7 - ترتيب المعتقلين على شكل كومة وهم عراة ومن ثم القفز عليهم.
8 - وضع المعتقل وهو عار على صندوق يوزع فيه الجيش وجبات الطعام جاهزة للأكل ومن ثم ربط عضوه التناسلي وأصابعه بأسلاك كهربائية جاهزة للصعق.
9 - كتابة عبارة "أنا سفاح" أو"أنا مغتصب" على قدم المعتقل.
10 - ربط عنق للكلاب في عنق معتقل وتصويره مع مجندة.
11 - أحد أعضاء الشرطة العسكرية قام بقتل معتقل.
12 - استخدام كلاب الحراسة التابعة للشرطة العسكرية لترويع وإخافة المعتقلين.
13 - تصوير جثث أفراد ماتوا في المعتقل.
الديمقراطية التي جلبتها لنا أمريكا هو استشهاد أكثر من مليوني مواطن من أبناء وطني بين طفل وشيخ وامرأة بسبب قتل عشوائي من قبل جيش الغزاة أصحاب الديمقراطية. وميليشيات عملائهم الأنجاس من خلال القتل على الهوية..!! إضافة إلى أكثر من أربعة ملايين يتيم وأكثر من مليوني أرملة. وخمسة ملايين مهجر ومهاجر..!!
الديمقراطية التي جاء بها سفيركم وحاكمكم في العراق المجرم بريمر بقراراته الغبية هو حل الجيش العراقي الباسل وعدد من الوزارات والمؤسسات وإصدار قانون اجتثاث البعث وأباح بقتل قياداته وأنصاره وقطع رواتب منتسبيه قطع أرزاق أكثر من خمسة ملايين مواطن..!!
إضافة إلى محاسن ديمقراطيتكم التي صدرتموها لنا هو مطاردة وقتل أكثر من أربعين ألف عالم من علماء العراق وفي جميع الاختصاصات فقتل من قتل وغادر من غادر البلاد لإنقاذ نفسه من الموت المحتم.
ديمقراطية حكامكم نصبت علينا مجلس حكم من الدجالين والخونة والعملاء من أصحاب عمائم السوء والدجل والنفاق وأفندية اللحى المزيفة المتسترين بالدين والدين منهم براء بعد ان دربتهم حكومتكم اللعينة على كيفية تكريس الطائفية والاثنية والمحاصصة الحزبية لتمزيق الشعب العراقي المتآخي وإدخاله في متاهات الحرب الأهلية..!!
ديمقراطية حكامكم أسست أحزاب بلا جماهير وصحف بلا قراء وصرفت عليها ملايين الدولارات من أموال شعبنا الجريح لتقول للعراقيين وللعالم هذه هي الحرية..!!
ديمقراطية حكامكم كتبت للعراقيين دستور هزيل أعدته في دهاليزكم وصممته بالشكل الذي يعزز تقسيم البلاد والعباد وتكريس الطائفية والعنصرية وسلمته لعملائها التابعين لإيران قلبا وقالبا لتنفيذه وتمريره بالطريقة الديمقراطية التي شهدها شعبنا الجريح..!!
الديمقراطية الأمريكية جلبت لنا( رئيس جمهورية) كردي متصهين وعميل معروف بان لاولاء له للعراق..!!
الديمقراطية الأمريكية جلبت لنا ( رئيس وزراء ارعن ) تاريخه اسود في العمالة والخيانة والتجسس والإجرام مرتبط روحيا بإيران ..!!
اذا كانت هذه ديمقراطية حكامكم في العراق فهي عار على أمريكا وهو عمل أحمق مثل رئيسكم الأحمق بوش الذي طواه التاريخ بلا رجعة بضربة حذاء منتظر الزيدي كما انه سيحال على المحكمة الدولية بتهم كثيرة وكبيرة كان قد ارتكبها بوشكم الأرعن وكلبه المطيع توني بلير ومن تعاون معه لاحتلال بلدي العراق الجريح أجلا أم عاجلا.
ديمقراطية حكامكم رغم إنها جلبت لسمعة أمريكا وشعوبها الخزي والعار جعلت سمعة بلدكم بالحضيض واقتصاد بلادكم يبشر بالانهيار بعد غلق المئات من المصارف والمصانع والشركات وتسريح العاملين فيها نتيجة الإفلاس إضافة إلى تزايد عدد القتلى والجرحى من جنود وضباط قواتكم الغازية المنهزمة من ارض الرافدين ارض الرسل والأنبياء والأولياء الصالحين. بلد الحضارات سومر وبابل وأكد وأشور بلد المنصور والرشيد وصدام حسين ، بلد الشعراء والأدباء والعلماء، بلد المقاومة والجهاد..
والسؤال هنا : ماذا فعلتم لحكوماتكم ا لمتصهينة الرعناء التي غزت الكثير من بلدان العالم وقتلت أبنائها ودمرت اقتصادها وهدمت البني التحتية لها وجعلت شعوبها تعيش بلا سيادة ولا كرامة بلا ماء ولا كهرباء ولا غذاء تفشت فيها المخدرات والأمراض السرطانية والفوضى والقتل والتهجير والطائفية المقيتة ونصبت عملاء وخونة ومأجورين تابعين لإيران الشر كما تدعي حكوماتكم..!!هذه هي ديمقراطية حكامكم في( العراق الجديد)..!!؟ وهنا نصل إلى بيت القصيد وهو أن الإدارة الأمريكية كذبت في الشق الثاني من الإعلان الذي زعمت به أنها ستجعل من العراق بلدا يمثل واحدة الديمقراطية في المنطقة.
إن ما أوردناه في هذا المقال أنه غيض من فيض الجريمة الأمريكية "الديمقراطية" في بلدي العراق التي لا تكفي مجلدات لتوثيقها. ويتوجب على كل المتوهمين بالديمقراطية الأمريكية والذين جعلتهم الأيام مرتبطين عضويا بها أن يعيدوا قراءتهم لهذه الديمقراطية لاسيما وأن فحواها لا يبشر خيرا، وسنحملهم نحن أبناء العراق ومعنا الشارع العربي مسؤولية تكريسها في مجتمعاتنا، أما الذين غرر بهم فقد سقطت الحجة عنهم لاسيما وأن هذه الديمقراطية المزعومة تكشفت أسرارها وخباياها في كل العالم.