سيف الدين احمد العراقي / باحث في القانون الدولي
لم ولن تمر حركة ثورية في العالم الثالث في ظروف كما مرت بها حركة البعث فمنذ تأسيسه والمبادئ هي محور سياسته النضالية عبر أكثر من ستة عقود مضت فيها كان على واجهة السلطة لسنين طويلة سواء في العراق أو سوريا ومنها في سوح النضال العلني والسري فلم يؤشر على حركة البعث يوماً ما مؤشراً تنازلياً فمبادئ البعث كانت نصب أعين مناضليه الذين واكبوا مسيرته ومازالوا فالبعث رسالة لاتنتهي باقية مابقي العرب وفكر شبابي متجدد منفتح وجسوره مع الإنسانية متواصل فهذا هو سر قوة البعث وديمومته تحمله أجيال الشباب في مرحلة تتلوها مرحلة أخرى أكثر تمسكا بعقيدته الثورية النضالية ووفق هذا الوصف الموجز فان البعث دائماً في مقدمة الحركات العربية الثورية التي يهاجمها عملاء الامبريالية وأذنابهم من بقايا الإقطاع والرجعية التي تريد إن تبقى الأمة مقيدة التطور والنهوض فكان أي مشروع نهضوي يعرضه البعث يجهض من قبل هذه القوة الضلالية السوداء وكما هو معلوم للجميع إن البعث اليوم وكما كان دوماً يقود معركة الأمة العربية في وجودها وشخصيتها التي هي اليوم معرضة أكثر من إي وقت مضى لهجمة شوفينية طائفية رجعية إقليمية دولية تستهدف روحها قبل جسدها لتجعلها امة فاقدة الإرادة والنهوض لعقود قادمة فقد كان احتلال العراق ماهي إلا الخطوة الأولى لسلسلة خطوات مبرمجة لتدمير الأمة العربية فقد وجدت ومنذ زمن بعيد هذه القوى إن البعث هو السد المنيع لحماية الأمة العربية من خلال فاعلية مبادئه القومية الإنسانية التي تحققت في العراق عبر مشروع نهضوي عربي يصون كرامة ووجودها وعبر قيادة لا تعرف المساومة يوما في تاريخها بل كانت قيادة نضالية في البناء والتحول نحو مستقبل لايروق لقوى الظلام أن ترى وطن عربي ينهض وفيه كل مستلزمات القوة ليكون له شأن في العالم فكان تدمير العراق بمراحل متتالية ليومنا هذا هو تخطيط مسبق لقوى الشر وأذنابهم على ارض الوطن وان ماترمي إليه هذه القوى هو نزع الوطنية والقومية من الإنسان العربي وزعزعة ولاءه وإحلال النزعة الطائفية الشوفينية وهذا مالمسه المواطن العربي لما يحدث في العراق ... ولكن تناسى هؤلاء الأشرار إن مبادئ البعث أقوى من مخططاتهم وان طالت منجزات البعث في العراق من تدمير وتشويه إلا إن هذا لن يدوم لان البعث قد أعطى للأمة دفعات لاتنتهي من أجيال عرفت طريق النضال ومقارعة المحتل الغاشم وإجهاض مخططاته وها هي المقاومة العراقية تسقط أوراق المحتل التي جاء بها باسم الديمقراطية وهي تلقنه دروس في الكفاح وإلحاق الهزيمة به بات امراً محسوماً .