نقلا عن صحيفة البداية الموريتانيةيعيش الشارع الموريتاني هذه الأيام على وقع الذكرى الرابعة لإستشهاد الزعيم صدام حسين ، وبمناسبة هذه الذكرى زرنا أحد الأسواق الكبيرة في نواكشوط، لمتابعة صدى الحدث على الشارع الموريتاني المتعلق لحد كبير بهموم الأمة العربية وخاصة الهم العراقي والزعيم الشهيد السابق صدام حسين الذي ملأ الدنيا وشغل الناس.
في سوق "نقطة ساخنة"، حيث تجارة الهواتف المحمولة والإلكترونيات بمختلف أشكالها وحيث الإقبال الهائل للمتسوقين تتزين المحال في هذا اليوم بصور الشهيد صدام حسين رحمه الله، ففي كل دكان أو أمامه تقابلك صورة من الرجل أو صورتين ومن داخل كل محل تسمع خطابا له أو أغنية عراقية تمجده، في السوق جانب كثرت فيه جدا صور وملصقات الشهيد أطلق عليه التجار اليوم جانب صدام أو سوق صدام .
قمنا باستطلاع للآراء وسألنا بعض أصحاب الدكاكين عن الهدف من تعليق صور الرجل ووضعها على دكاكاينهم في هذا اليوم بالتحديد ؟
أحمد ولد المختار صاحب دكان هواتف قال: "إن الرئيس العراقي السابق الشهيد صدام حسين رجل عظيم ومقاوم ورفض الإنصياع لأمريكا، كما أنه قدم لموريتانيا خدمات كبيرة واليوم تمر ذكرى إعدامه وعلى كل الموريتانيين أن يردوا شيئا من جميل هذا الرجل.
لقد بنى في موريتانيا مستشفا عسكريا جميلا وبنى العديد من المشاريع الأخرى كما أنه مات قويا ورجلا وأنا معجب بالطريقة التي مات بها".
آخر سألناه ورفض أن يعطي إسمه قال بأنه وجد صورة واحدة لصدام عند صاحب دكان بالقرب منه، وأنه قام بتكثيرها على حسابه ليعلقها في دكانه وأمامه مبررا فعله بأن صدام حسين أعظم رجل عربي في التاريخ ويستحق على الجميع التحية والإحترام ويقول بأنه يحتفظ بصورة كبيرة من الشهيد في بيته وأن الصور التي علقها في حانوته ستبقى دائما في الدكان ولن ينزعها .
إبراهيم ولد محمد صاحب دكان هواتف سألناه، فقال: بأن صدام حسين: "يجب أن يعلق في كل مكان وأن الدول العربية لا تستحق الزعماء لأنها لا تخلدهم وأن كل زعماء العرب جبناء لأنهم تركوا صدام وحيدا يدافع عن الأمة ، ويطلب من الشعب الموريتاني أن يظل محتفظا لصدام حسين بالجميل ويخلد ذكرى استشهاده وذكرى ميلاده وذكرى أسره وذكرى وصوله للحكم، لأن الدول العربية تحتفل بإستقلالات وهمية وتحتفل بميلاد إبن رئيس عميل أو بنجاح عملية جراحية أجراها، ينبغي أن يكون كل يوم عاشه صدام سبب لإحتفال الدول العربية والإنسان العربي الحر".
أخر قال: بأنه يحب صدام لكنه وضع صورته لتكون عامل جذب للزبناء لأنه يعرف أن الشارع الموريتاني متعلق بصدام حسين ويحبه جدا لذلك يريد من الصور التي حرص على أن تكون ملونة عامل جذب للزبناء ويعول على الفكرة.
صاحب دكان آخر سألناه: لماذا يعلق صورة صدام في هذا التوقيت فرد: بأن صورة صدام في دكانه من قبل الحرب ، وأن الصور الجديدة علقها بعض الشباب، جاؤوا من الجامعة يدعون الناس لحضور ذكرى تأبين صدام حسين في دار الشباب مساء الأربعاء القادم، ولا يمانع أبدا في أن يكون دكانه لوحة عرض لقضية كقضية مقاومة المحتل في العراق أو الاحتفال بذكرى صدام حسين.
أحدهم في السوق سألناه، فقال: هل بإمكان أحد أن يزور العراق؟ سألناه ما غايته من العراق فرد بأنه يريد أن يزور قبر صدام حسين ويتبرك منه.
أثناء هذه الزحمة والسوق المكتظ أصلا، قبل أن تزيد صور صدام من إكتظاظه وتعطل حركة السير فيه وجدنا من يعترض على الأمر ، قائلين بأن صدام قتل الأبرياء وهو السبب في إحتلال العراق، ورافضين تعليق صوره على دكاكاينهم، فيما رد عليهم بعض التجار الآخرين ووصفوهم بأنهم خونة وأن من لا يحب صدام ليس عربيا ولا إسلاميا حسب تعبيرهم ، وكان صدام اليوم وتاريخه وأفعاله محل نقاش كبير بين التجار في السوق وأصحاب الدكاكين وحتى الزوار. فقل ما تمر من جانب إحدى الصور إلا ووجدت حولها من يناقش ويقدم تفسيره لتاريخ الرجل وإنجازاته ، لكن ما يجمع عليه الجميع هنا هو الترحم على الرجل والدعاء له وإعتباره بطلا عربيا وزعيما كبيرا من زعماء الأمة .
من يدخل "نقطة ساخنة" اليوم يعتقد أنه يدخل "تكريت" أيام حكم البعث ففي كل زاوية وعلى كل سلم وأمام كل دكان تطالعك صورة للرجل الشهيد، تارة بزي عربي أصيل وتارة بزي عسكري مزين بالنياشين وتارة بزي بدوي كادح ، صدام حسين الذي قال أحد معارضيه السابقين بأنه سيأتي زمن يسكن فيه كل شارع عربي ، وقد تحققت نبوءة هذا المعارض العراقي السابق ، فاليوم في كل شارع من شوارع هذا السوق وفي كل منعطف تجد صور الرجل وتجد الناس مزدحمين عليها يقرؤون ما كتب عليها من آيات قرآنية تثمن الجهاد والشهادة، أو أبيات شعرية تؤبن الراحل وتذكر محاسنه .
هذه الصور التي تقابلك أول ما تدخل السوق لا تدع للشك مجالا في مكانة الرجل في الشارع الموريتاني وإرتباطهم به وبما قدمه لأمته ولموريتانيا، ويعتبرون أن ذكرى إستشهاده ذكرى للعزاء وأن أمة لا تحتفل بشهداءها وأبطالها لا تستحق البقاء.