عراق مابعد التحرير...
من نوري السعيد الى نوري المالكي طريق موصول بالعمالة...؟
لقد كانت مؤسسة رئاسة الوزراء في العراق مؤسسة قوية حاكمة على مر الأزمان؛تعمل كأخطبوط يمد أذرعه الى بعيد دون تبعية في القرار حتى أيام كان الأنكليز الأوائل( أجداد المجرم توني بلير) هم من يسيطرون على زمام الأمور في البلد ولهم الباع الطويل في ذلك واليد الأطول؛حتى في ذلك العهد كان نوري السعيد رئيس الوزراء يحكم بقبضة قوية ودهاء ليس له نظير على الساحة السياسية العربية أنذاك ؛وقد استحق على أدائه السياسي أيامها أن يطلق عليه السياسيون البريطانيون تسمية (ثعلب الشرق)؛وهم الذين كانوا عرابوا السياسات الدولية وليس داخل الأوساط السياسية البريطانية فحسب.
ثعلب الشرق هذا وعلى الرغم من أرتمائه في أحضان أسياده الأنكليز على حساب الشعب إلا أنه كان يملك قرارا خاصا ويملك التصرف في مصير البلاد وإدارة شؤنها؛وحين كان يطلق عليه لقب الباشا فهو يستحقه فعلا ؛ولا باشا إلا نوري السعيد ولا أدري لماذا يطلق على محلتنا تسمية محلة (الباشا) هل هو تيمنا بنوري السعيد رحمه الله أم لا؛وهذا الباشا كان من أبرز السياسيين العراقيين آبان الحكم الملكي؛شخصية سياسية دار حولها الكثير من الجدل وتضاربت حوله الأراء؛وقد تعرضت فترات رئاسته المتكررة للحكومة العراقية والتي بلغت أربعة عشر مرة تولى فيها هذه الرئاسة للعديد من الأنقلابات والتي أضطر على أثرها للهرب مرتين من بغداد؛وإن من أهم القرارات التي كان له دورا بارزا فيها هي (تشكيل حلف بغداد) والذي أثار ضجة عنيفة في الأوساط الشعبية الرافضة لتشكيل هذا الحلف؛كما الضجة التي أثيرت حول تشكيل الأتحاد الهاشمي وكان للباشا السعيد دورا فيها.
وخلاصة عمالة نوري السعيد وإرتهانه لأمر بريطانيا ضد مصالح الشعب والأمة؛كانت خاتمته أن تنكر بزي إمرأة ليتمكن من الهرب عبر الحشود الغاضبة؛ورغم ذلك لم تنفع تلك الحيلة التي أراد من خلالها (ثعلب الشرق) الخلاص وأردي قتيلا؛ومؤكد إنها النتيجة الحتمية لكل من يخون الله والعهد والوطن كما الشعب.
وبعد الباشا مرت مؤسسة رئاسة الوزراء بزعامات قوية لها سطوتها في الإدارة والحكم؛هذا إذا استثنينا (عبد الأله) رحمه الله والذي كان ألعوبة تدار من فبل السفارة البريطانية أو العاملين فيها؛كما هو النموذج اليوم حيث بدلت البريطانية بالفارسية المجوسية والأمريكية الصهيونية.
ومن بعده حضيت رئاسة الوزراء بشخصيات عراقية شامخة قوية كان لها دورها في نهضة البلد وتحرره؛بل وتطوره نتيجة الجهود التي أدارت ناصية الحكم وتصدت للمسؤولية بشرف وصدق وأمانة؛وهي ما نفقده اليوم؛وما تلا ذلك من تأسيس الجمهورية عام 1958 وفترة حكم الراحل عبد الكريم قاسم رغم قصر مدتها؛ورغم المآخذ التي تسجل عليه إلا أن الرجل لم يكن إلا صاحب قرار عراقي ولم يأتمر بأمر الغزاة أو يهادن الأجنبي أو يتهم بالعمالة؛وأتصور أن هناك من يعيش بيننا كان قد عايش تلك الفترات وبأمكانه أن يكون شاهدا على العصر؛أما حين أفضت الأمور الى حزب البعث العربي الأشتراكي وهذا يعرفه القاصي والداني أن طبيعة القرار فيه كانت وطنية صرفة وليس بأمكان أي شخص أن يدعي غير ذلك؛ولوطنيته الصرفة تأمر عليه القريب والبعيد ومنها الأحزاب العميلة التي تمسك بالسلطة اليوم والتي أقتادت قوات الإحتلال قوات الأجرام الأمريكية الصهيونية ترافقهم الفارسية المجوسية في سابقة خطيرة لم تسجل في التاريخ وذلك لأدعاءات باطلة كاذبة ساقها الرئيس الأمريكي المجرم وهو بعيد عن طائلة القانون في زمن العهر هذا الذي يحاكم فيه الشريف ويخون؛ويكافىء الوضيع ويكرم.
لم يسجل لمؤسسة رئاسة الوزراء في التاريخ السياسي العراقي قوة كما سجلها في فترة حكم البعث التي قادها أحد أقوى رجالات العراق والعرب (الرئيس الشهيد صدام حسين)رحمه الله وأسكنه فسيح جناته؛وهذا الكلام أنصافا للحقيقة التي حاول الأمريكان والفرس طمسها وتصويرها على العكس من ذلك؛وعلى الرغم مما يؤخذ عليه بالفردية إلا أنه كان حازما صارما ضد كل أعداء الوطن والأمة؛ويكفي ذلك الزعيم الوطني الخالد أنه تصدىللهجمة المجوسية الصفراء الحاقدة على الإسلام؛بل جعلها تتكسر على صخرة البطولة العراقية؛وأن ما نراه اليوم في العراق كان له أن ينفذ منذ العام 1980 حين أستلام الخميني للسلطة في إيران؛إلا أن مؤسسة الرئاسة القوية الشامخة منعته من تحقيق مأربه الشريرة وحطمتها؛كما يكفيه أمام الله والتاريخ بأن سجل له أنه الزعيم العربي الأوحد الذي أذاق الصهيونية العربية قبل اليهودية مرار الذل والمهانة وليس أدل على ذلك الصواريخ التي دكت معاقل الماسونية في تل أبيب؛وتأديب بعض الذين أرتضوا أن يرتهنوا للأجنبي ويحاولوا الأضرار بالعراق وشعبه؛وهذه حقبة عشناها وجاحد من ينكرها.
إلا ان الايام دفعت بشلة المارقين المتآمرين والذين باعوا شرف إنسانيتهم للعمل على التأمر وخدمة الأجنبي ليقوضوا البناء العراقي الشامخ ويكيدوا لتلك المؤسسة العريقة بغية إرتهان القرار السياسي العراقي وتبعيته للأجنبي المحتل؛وما الأمعات التي تولت رئاسة تلك المؤسسة منذ الإحتلال وحتى يومنا هذا إلا دليلا على نية السوء التي يضمرها هؤلاء للعراق وشعبه ولرئاسة الوزراء العراقية التي علا نجمها ولمع حتى أستطاعوا بتآمرهم القضاء على العراق بكامله وتقتيل أهله بأسم القضاء على الأرهاب.
لم تكن رئاسة الوزراء بمعزل عن رئاسة الجمهورية التي أزكمت عفونة هؤلاء الخونة أمثال الرئاسات المتعاقبة لمجلس الشر الصهيوني الذي أسس له بريمر ومن بعده غازي الياور ومن ثم الرئيس المغوار(جلال طلباني) مرورا بمجلس السوء (البرلمان الإيراني) الذي يحكم بغداد ومن أحتواه؛ونخلص أن من يرهن أمره بيد الاجنبي لهو ذليل صغير لا إرادة له ولايقدر على خدمة الناس مهما طبل له المحتل أو حاول أن يلطف صورته البشعة في أنظار الأخرين؛وأن ماخلص اليه الباشا لهو مصير جميع من خانوا أوطانهم وكانوا دمى يحركها المحتل كيفما يشاء مثلما يفعل بالمالكي اليوم ومن كان قبله وحين يؤول الأمر لمن بعده؛طالما بقي المحتل هو السيد وهو الذي يحكم مصير البلاد وطالما بقي هؤلاء صنائع بيده؛والثابت أن ملابس الحريم التي توفر ساعة الهرب من الشعب الثائر لن تنفع من يحاول التنصل من الجرائم التي أرتكبها بخيانته؛وأن مصير الباشا لهو مصير جميع من جاءوا من بعده.
(وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون).
سعد الدغمان