دراسة مطلوبة
الدكتورة أنشراح الشال أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة تقول أن تحديد طبيعة وحجم الدور الذي تلعبه مواقع الانترنت المختلفة في خدمة المقاومة العراقية تحتاج منا إلى دراسة ميدانية علمية دقيقة لرصد ما تقوم به هذه المواقع بدقة وعدم التهويل أو التهوين من الدور الذي تلعبه.
وتشير إلى أن هناك زيادة كبيرة في عدد مواقع الانترنت العربية والتي تتباين وتتنوع الأهداف التي تدعو اليها بصورة واضحة والتي تختلف طبقا للاجنده التي يتبناها كل موقع منها وتؤكد أنه لايمكن لأحد أن ينكر بصفة عامة الدور الذي لعبته مواقع الانترنت والتى وفرت ساحة رحبة لحرية التعبير.
وكان الكاتب العراقى المعروف وليد الزبيدى قد أكد ان الجيل الثاني من المقاومة العراقية هو جيل التنظيمات المسلحة، ويمثل الاساس الرصين للمقاومة في العراق، وهو المرحلة المتطورة للجيل الاول، فقد تشكلت هيئات ركن لغالبية الفصائل، واستفادت هذه الفصائل من معركة الفلوجة الاولى التي حدثت في ابريل 2004، وخرجت بدروس كبيرة، من اهمها وضع الخطط العسكرية المتكاملة، والشروع ببرامج لتطوير الاسلحة المتوفرة من مخازن الجيش العراقي السابق، وشمل التطوير والتحوير الاسلحة التي تستهدف المروحيات الامريكية، وتطوير الاجهزة المتحكمة بالعبوات الناسفة، وتمكن خبراء بعض الفصائل من اسقاط طائرات التجسس المسيرة بدون طيار من خلال تطوير الامكانات الالكترونية، ووصل الامر الى اعلى درجاته، عندما تغلبت امكانات المقاومة على قدرات البنتاجون،.
ويقول الزبيدى أن فصائل المقاومة خرجت الى وسائل الاعلام من خلال مواقع على الانترنت وظهور متحدثين باسم بعض الفصائل في وسائل الاعلام ، كما شهدت هذه المرحلة ظهور جبهات تضم العديد من الفصائل والكتائب والجيوش.
ويضيف ان ما يميز هذا الجيل من المقاومين، هو الانتشار الواسع في مختلف مناطق العراق وتكثيف الهجمات ضد القوات الامريكية (وصلت في بعض الاحيان الى مائتي هجوم في اليوم الواحد)، والقدرة على المناورة العسكرية والدقة في اصابة اهدافها.
دراسة أردنية أكدت أن الاعلام المقاوم أثار استياء الولايات المتحدة، فسارعت حين أدركت خسارتها للمعركة الإعلامية، إلى إنشاء "قوات خاصة معلوماتية"،
ويقول أن وزارة الخارجية الأمريكية شنت هجوما عنيفا على المواقع الإخبارية التي تنقل وجهة النظر الأخرى والصورة الأقرب إلى واقع للمعارك في العراق وأفغانستان وفي كل مكان بعيدا عن التبعية لأمريكا والدعاية وتشويه الحقائق والكذب.
ويضيف من هذا المنطلق، كانت حملة وزارة الخارجية ضد "نشطاء الإنترنت" من الجماعات المستقلة والمواقع ذات الطابع الإسلامي والقومي، بعدما غذت الأخبار التي تنشر عن المقاومة، خصوصا في العراق، خالة السخط العالمي إزاء السياسية الأمريكية.
ويقول أن الخارجية الأمريكية وسفاراتها في نشرت خلال الفترة الماضية بيانات وأخبار تنتقد بشدة وتهاجم هذه التقارير "الكاذبة"، كما تسميها، التي تصدرها هذه الجماعات والمواقع العربية التي تبث أخبار المقاومة العراقية وتعمل على نشرها على نطاق واسع، وحذرت بشكل أساس من تجاوز هذه المواقع حالة الخطر بنشرها أخبار وتقارير باللغة الإنجليزية بدأت تتسرب إلى الصحافة العالمية وتثير انتقادات زعماء عالميين وصحف كبرى للسياسة الأم
هذا هو الجزء الثاني الذي ذكرناه حول نجاحات المقاومة الألكترونية.
سعد الدغمان