فاضل عضو ابرونزي
عدد الرسائل : 27 العمر : 43 الاوسمة : 05/11/2007
| موضوع: شهادة لله العراق في عهد صدام السبت يونيو 07, 2008 5:50 am | |
| بقلم : صلاح الطويل
[center]السنابل المملوءة بالقمح , وحدها من تنحني للأرض تواضعا كما فعل صدام لأرضه
استشهد صدام , بعد أن أكد للعالم أن الكرامة وحدها من تستحق التشبت بالموت إذا كان هذا الموت ثمنا لهذه الكرامة . عاش الرجل رجلا واستشهد رجلا , وسيظل رمزا حقيقيا للرجولة والكرامة والشجاعة العربية . استنكر العالم إعدام صدام على الطريقة الهمجية المنبنية عن الأحقاد والإنتقام , بعيدا عن المحاكمة العادلة السليمة الخاضعة للحق والقانون . باستثناء أربعة دول وحدتها المصالح والتبعية والحقد على صدام , منها الكويت وإسرائيل وإيران . المشهد مضحك وسوريالي حتى النخاع . إيران المسلمة التي تعتبر نفسها حامية الدين والشريعة الإسلامية , تضع يدها في يد إسرائيل قاتلة الأطفال والرضع والنساء والشيوخ في لبنان و فلسطين بكل حيوانية وهمجية . كل شيء محتمل إذا كان ثمنا للنهاية صدام , الشبح الذي ظل يخيف الفرس حتى بعد نهاية عهده . ويطل علينا المالكي دون حياء أو خجل عبر الشاشات ليعلن أنه من الممكن أن تقطع العراق تعاملها مع كل الدول التي أعلنت معارضتها للطريقة والتوقيت التي تم فيه إعدام صدام , معتبرا ذلك تدخلا في السيادة العراقية. وأية سيادة؟ موقف مضحك ومخجل لهدا الرجل . يهدد بقطع العلاقات , وهو الذي يدرك أن العلاقات مع العراق في عهده ليس من ورائها سوى صداع الرأس ومشاهد الدمار والدماء التي أصبحت رخيصة وبأقل من سعر ربع برميل نفط في عهده . العلاقات كانت مثمرة في عهد صدام , استفاد منها العرب والمسلمين وباقي دول العالم . وتجرني المناسبة لزيارتين قمت بها للعراق الشقيق في عهد صدام , ورغم أنها كانت أيام الحرب والعدوان والحصار , فقد رأيت العراق شامخا متحضرا وغنيا ومتقدما على جميع المستوايات . وجدت شعبا متسلحا عن أخره , دون أن أسمع طلقة رصاصة واحدة . ورأيت المسارح والمرافق العتيدة في عهده العتيد ,وهي عاليات شامخات كنخبل العراق المتدفق بالثمور والبلاح العسلية . وطربت بليالي بابل والموصل وبغداد , منتشيا تحت تأثير أنغام الألحان ووقع الكلام النقي الذي يسمو بالوجدان إلى ضفاف الحياة الأخرى التي لا جوع فيها ولا آلام , ولا صرخة طفل تحت الركام كما نرى الآن في عهد المالكي الذي لا يحكم إلى الخراب . ونحن جيل الخمسينات والستينات نذكر كيف أن العراق في عهد صدام لم يكن يصدر لنا إلا النفط والخيرات والكتب والحب العذري والأشعار . لم يكن يصدر لنا سوى تغدية الروح والعلم والأفكار . وليس كعهد المالكي الذي لن يصدر لنا سوى البأس والدماء والأحقاد وطرق الإعدام التي تذكرنا بعهود البطش والصعاليك وحكم ملوك الطوائف والدمار . من المفيد أن تقظع المجتمعات المتحضرة علاقاتها مع عراق المالكي الذي أصبحت حالته مرضية تفوق مضاعفاتها ماتسفر عنه حالات السيدا وأنفلوانزا الطيور والطاعون وكل اوبئة الزمن الرديء بما فيها مخاطرالبغاء والمتاجرة بأجساد النساء التي لم يعرفها قط عهد صدام ولم تشهدها أية بقعة عراقية . أعدم صدام لكنه لم يمت . وسيظل صدام حسين عنوانا للشرف العروبي , ورمزا حيا لمن تشبت بأرضه من الحياة حتى الحياة . صدام حيا بيننا . ولو أعدموه , فلن يقدروا على محوه من صدورنا ووجداننا ومخيلاتنا التي تحمل للرجل صورة الشهيد الذي لم يرضخ ولم يستسلم ولم يجرجر كرامة العراق في إسفلت القوادة السياسية . ولأن السنابل المملوءة بالقمح هي وحدها التي تنحني برأسها نحو الأض كما فعل صدام . فقد بقي المالكي وعصاباته كالسنابل الفارغات واقفات ترفع رأسها للهواء .
منقول [/center] | |
|