يا أبناء شعبنا الأبي
يوماً إثر آخر تتفاقم مآسي أبناء شعبنا الصابر عبر مُسلسل التفجيرات الإرهابية التي تستهدف المُواطنين الآمنين في بغداد ومحافظات العراق كافة تحت مظلة قوات الاحتلال الأميركي المُجرمة وعصابات الحكومة العميلة والميليشيات الإجرامية المرتبطة بإيران، وذلك كله يجري وسط زعيق ما يُسمى (بالتحالفات السياسية) بين جوقة العملاء والتي تدور في حلقةٍ مفرغةٍ أشبه بالكوميديا السوداء، التي يُراد لها أن تكون الملهاة التي تُغطي واقع البُؤس والحرمان والذبح الهمجي والإبادة الجماعية والتهجير القسري الذي يُكابده أبناء شعبنا المجاهد، في الوقت الذي يتشدق فيه (رئيس الوزراء) و(رئيس الجمهورية) والعناوين الأخرى التي نصبها المُحتلون الأميركان بما يُسمونه (تحسن الوضع الأمني) و(بركات عام الإعمار) و(مقاومة الفساد) وهم أسياده وسدنته!
بل وصل الحد بـ(رئيس الوزراء) أن يتقمص شخصية الحاكم المُطلق فيعلن عما يُسميه (معركة الموصل الحاسمة) في أعقاب التفجير المُروع الذي حصل في منطقة الزنجيلي وأودى بحياة العشرات، والذين ما زال الكثير منهم تحت الأنقاض، ولم يحرك ساكناً لنجدتهم بل يتوعد بقية أبناء شعبنا الصابر في الموصل بالإبادة ويتبجح بأنه ذهب الى هناك مع ( خلية الأزمة) على حد تعابيره السقيمة الناطقة باسم قوات الاحتلال، والتي كانت بصماتها واضحة في التفجيرين المُروعين في (سوق الغزل) و(سوق الخضار في بغداد الجديدة)، حيث تسببا في قتل وجرح ما يزيد على 300 مواطن من دون أن ينبس (رئيس الوزراء الهمام) ببنت شفة، وتغافلت أجهزة إعلامه عن الخبرين للتستر على فضيحة (تحسن الوضع الأمني) ويسلط الضوء على أدوار الحكومة الإجرامية في ذبح أبناء شعبنا الصامد في البصرة والناصرية وكربلاء وبغداد وديالى والموصل، إضافة لذلك فأن زمر المرتزقة المُرتبطة بالحكومة العميلة تحاول أن تُؤدي دور كاسحة الألغام القذرة التي تُمهد الطريق أمام قوات الاحتلال الأميركي لضرب فصائل المقاومة العراقية الباسلة، ومحاولة استدراجها إلى مناطق قتل، كما يفعلون هذه الأيام في مدينة الموصل الباسلة.
أيها المجاهدون الأبطال
لاشك أنكم تُدركون الغايات الدنيئة لهذه التحركات البائسة حول الموصل البطلة وأنتم بخبرتكم الجهادية العالية على مدى السنوات الخمس الماضية، والقائمة على القتال بأسلوب حرب التحرير الشعبية، المُستند على مبدأ الكر والفر و(اضرب واهرب)، لذلك لا شك لدينا بأنكم سوف تسحبون قوى الاحتلال الأميركي وعملائهم الى مناطق القتل التي تختارونها، وبالزمان والمكان الذين تحددونهما، وتتجنبون المعارك التي يحددها هو زمانا ومكانا، وتباغتون المُحتلين لأجل إيقاع الخسائر الفادحة بهم وتحويل شبح عنقائهم إلى مقبرة أغبيائهم، وظهيركم القوي أبناء شعبكم المُجاهد الذين باتوا يغلون حماسةً بوجه الاحتلال ومنهجه في الذبح والتجويع والإذلال الذي يُمارسه المُحتلون أو عُملائهم الأذلاء ضدهم بأبشع وأقذر الوسائل وأكثرها انحطاطاً وخسةً.
إن مجازر البصرة والناصرية والزنجيلي في الموصل و(سوق الغزل) و(بغداد الجديدة) تتكرر عبر تواطؤ المُحتلين الأميركان وأذنابهم الصغار الذين فتحوا الأبواب على مصاريعها (للموساد) الصهيوني و(الباسيج) الإيراني والمخابرات الأميركية والبريطانية وعصابات (الشركات الأمنية) فضلاً عن عصابات (بدر) وما يُسمى (جيش المهدي) و(البيشمركة)، والتي راحت تتقاسم العراق كمناطق نفوذ لأفعالها الإجرامية الدنيئة.
يا أحرار شعبنا
يا أحرار أمتنا العربية وأحرار المسلمين
يا أحرار في العالم أجمع
إن ذلك كله يجري وسط تبختر ما يُسمى (رئيس الجمهورية) جلال الطالباني وهو أسير روح عنصرية شوفينية مقيتة وسافرة لسلخ (كركوك) عن العراق و(تكريدها) عنوة، بدق الأسافين بين أبنائها التركمان والعرب والكرد، في حين تزدري جوقة (المجلس الأعلى)، ومن على منابر المساجد، بالعراق وتاريخه بل وتاريخ بغداد ودورها التليد في الحضارة العربية الإسلامية في عصورها الزاهية، حينما يُسفرِ أحد صغارهم بالقول بأنه لم تعد بغداد عاصمة للعراق وان العاصمة هي (المنطقة الخضراء) وستكون بغداد ضمن أقاليمهم المزعومة لتقسيم العراق!
من هنا فأن رباعي الأحزاب العميلة (المجلس الأعلى والدعوة والاتحاد الوطني الكردستاني والديمقراطي الكردستاني) يُفصح عن مواقفه التقسيمية المُدمرة ويُمعن في قتل العراقيين وتدميرهم ويواصل، رغم ذلك كله، زياراته للأقطار العربية والدول المجاورة للعراق والدول الأخرى، وتقبل الجامعة العربية بعقد اجتماع لها في مركز الانفصال الصهيوني اربيل! وحريّ بحكومات هذه الدول، إن كانت ترعى حرمة للدم العراقي الطهور او تحترم ميثاق الجامعة العربية أو ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي وحقوق الإنسان، حري بها أن ترفض استقبال هؤلاء المُجرمين الذي لفظهم الشعب العراقي وان تجنب بشكل تام عقد أي اجتماع عربي في اربيل لأنه دعم مباشر وخطير للنزعة الانفصالية، وأن تمد يَدها إلى مقاومته الباسلة وقواه الوطنية والقومية والإسلامية، فهي وحدها القادرة على وقف المجازر البشعة وتأمين التحرير والاستقلال والأمن والأمان للشعب العراقي والمساهمة الفعالة في مسيرة النهوض العربي والإنساني المعاصرة.
وبهذه المناسبة الأليمة فأن حزب البعث العربي الاشتراكي يُعرب عن إدانته لمجزرتي (سوق الغزل) و(بغداد الجديدة) ومجزرة الزنجيلي في الموصل، وكل المجازر المروعة الأخرى التي استهدفت وتستهدف أبناء شعبنا الآمن الطيب، ويدعو الشعب العراقي البطل والمنظمات العربية والإسلامية والدولية كافة للمطالبة الحازمة الحاسمة بمحاسبة المُحتلين وعملائهم حساباً صارماً على مجازر الإبادة الجماعية التي يُمارسوها وتقديمهم إلى محكمة العدل الدولية وعلى وفق القانون الدولي واتفاقات جنيف ومقاطعتهم على المستويات كافة.
سيمضي شعبنا وفصائل مقاومته الباسلة صوب شاطئ التحرير والاستقلال والتقدم الحضاري، ولن يحصد المُحتلون الأوغاد وعملائهم المجرمون من وراء حملاتهم الإجرامية على أبناء العراق في الموصل الآن إلا الخزي والخيبة والخذلان واللعنة إلي يوم يُبعثون.
فإلى الوحدة أيها المناضلون في الموصل عسكريا وسياسيا لأجل سحق الهجوم الذي بدأ اليوم، إن وحدة فصائل المقاومة ودعم أبناء الموصل والعشائر العراقية لها من أهم شروط دحر الهجمة الأمريكية الإيرانية الحالية، وأن تصعيد فصائل المقاومة لعملياتها في المحافظات الأخرى لتخفيف الضغط على الموصل ضرورة لا غنى عنها.
والله أكبر والنصر حليف شعبنا المجاهد الصابر..
وأمتنا العربية المجيدة أمة الرسالات الخالدة..