حزب الصواب يفتتح الدورة الثالثة لمجلسه المركزي

فتتح حزب الصواب الواجهة السياسية لحزب البعث العربي الإشتراكي مساء ليوم الأربعءا الموافق اجتماعا لمجلسه المركزي في دورته العادية الثالثة برئاسة رئيس المجلس المركزي الرفيق حمودي ولد إبراهيم.ومن المقرر أن يستمر في اليومين القادمين.

فعاليات الافتتاح كانت في مقر الحزب الذي يحرص على انعقاد اجتماع المجلس المركزي في دورته العادية الثالثة بعد مؤتمر الحزب يناير 2008 ومن المفترض أن يناقش المجلس سياسة الحزب وتوجهاته في المرحلة الراهنة إضافة إلى مناقشة الأوضاع السياسية والاقتصادية للبلد.

رئيس الحزب الرفيق الدكتور عبد السلام ولد حرمة الذي تناول الحديث بعد رئيس المجلس أكد اهمية السير المطرد لمؤسسات الحزب وفي مقدمتها المجلس الوطني كما تناول موقف الحزب من أهم القضايا الراهنة .

وهذا نص كلمة الرفيق الدكتور عبد السلام ولدحرمة

السيد رئيس المجلس المركزي الموقر،

السادة المدعوين الكرام.. من شخصيات وطنية ورجال صحافة وإعلام..

السادة أعضاء المجلس المركزي

إنه لمن دواعي السرور والغبطة أن يلتئم مجلسنا الموفر في هذه الدورة العادية الثالثة التي جاءت بفعل جهودكم النضالية التي بذلتموها من أجل انعقاد هذه الدورة في أنسب الظروف .أيها السادة إن الأحزاب على غرار كل التنظيمات البشرية لها لحظات تفخر بها وتتميز وتجعلها دائما موضع عناية خاصة ، وإن من أهم هذه اللحظات هو اجتماع هذا الكم من النساء والرجال الذين لا يربط بينهم نسب ولا جهة ولا ولاء فئوي أو عنصري ولا يسعون إلى مصلحة ضيقة وإنما ألف بين قلوبهم فكر ومنهج وعمل وسلوك ربطهم و يعملون اليوم على ترجمته ضمن مشروع مجتمعي أصيل ومفتح.أيها الأخوة والأخوات..إننا إذ نعود اليوم إلى هذه الدورة الثالثة لمجلسنا المركزي فإنه لا يسعني إلا أن أسجل بفخر واعتزاز لكم جميعا جهودكم الطيبة التي بذلتموها لامتصاص الأثر السلبي الذي خلفته تلك الارتجاجات التي حدثت قبل أكثر من سبعة ـأشهر والتي أريد لها أن تكون بداية النهاية لنضال حزبنا على الساحة الوطنية بعد أن أخذ مكانه النفسي الموضوعي في ذاكرتها الجماعية من خلال أربع سنوات من الانخراط المستميت في أتون معاركها الوطنية الشريفة .أيها السادة إن عملكم الدؤوب حول تلك الكبوة إلى نهوض ونقطة بداية صحيحة حيث شهد الحزب اتساعا أفقيا وعموديا و أصبح قبلة يومية للكثير من الشخصيات الوطنية الكبيرة والمناضلين الشرفاء الذين حددت لهم بوصلتهم النضالية الأمينة ساحة هذا الحزب وفضاءه اللذين يتقاطعا تلقائيا مع رؤيتهم التي صقلتها التجارب وطرزتها التضحيات فكان حتميا أن تسترخي جداول نبع مسيرتهما في ذات المصب الذي تجري فيه جهود هذا الجمع الكريم.

إننا بهذا الأمر فرحون ونعتبره بشارة نضالية ودليل صحة وعافية لخطابنا ومسارنا النضالي .

أيها الإخوة والأخوات

يكفي هنا للدليل على التطور الكبير الحاصل في مسار الحزب خلال الأشهر القليلة الماضية أنه تمكن من الوصول ببعثاته وخطابه إلى كل التراب الموريتاني بعد أن عجز عن ذلك طيلة السنوات الماضية من عمره التي ظل فيها خطابه رهين مكان تأسيسه العاصمة أو بعض المدن القليلة.

أيها الإخوة والأخوات

إنكم تدركون جيدا أن حزبنا قد اختار منذ الشوط الثاني لانتخابات الرئاسة 2007 أن يدعم برنامج الرئيس سيد محمد ولد الشيخ عبد الله وعمل على إنجاحه والدفاع عنه دون أن يمنعه ذلك في وقت مبكر من التحفظ على ما رآه أحيانا غير منسجم مع ثوابت البلد الوطنية والقومية ولا يخدم مشروع السلم المدني والاستقرار السياسي الذي تشرئب إليه أعناق المجتمع الموريتاني منذ تغيير الثالث من أغسطس 2005. ورغم أننا ما زلنا متمسكين بهذا الخط السياسي الوطني الداعم لروح وجوهر برنامج رئيس الجمهورية إلا أن واقع الأشياء بكل أسف يفرض علينا أن نسجل ما نراه من تقاعس تدريجي مطرد عن تطبيق هذا البرنامج بالتزامن مع انخفاض ملحوظ في مستوى الشراكة الضروري بين أطراف الأغلبية الذي قاد لحد الآن إلى شلل أداء الحكومة السياسية الجديدة التي انتظرها الناس لأكثر من سنة وجمعت

بين أبرز الفاعلين في النظام الماضي وحلفاء من منظومة المعارضة السابقة. يقع كل هذا في فترة تواجه فيها بلادنا ظروفا صعبة أخطرها موجة الغلاء والعجز عن تأمين الغذاء لفئات عديدة من المواطنين خصوصا في الريف، مما يجعل من غير المقبول تمضية مزيد من الوقت فيما ليس من شانه أن يرفع معاناة شعبنا أو يقلل من غلوائها.

إننا اليوم أمام لحظة وطنية حاسمة تؤكد تداعياتها المتلاحقة انه لا سبيل إلى تأمين مشروعنا السياسي الوليد إلا برؤية سياسية تتجه صوب المستقبل وتعزز قيم الشراكة والتوافق في الأمور الجوهرية التي لا محيد عن التراضي حولها

والتفاعل على نحو يبعدها عن أتون الصراع الحزبي والشخصي الضيق.

إنني أتمنى لدورتنا الحالية أن تكون مساهمة نضالية جديدة صوب الأهداف الكبرى لحزبنا وآمل أن تجد جلساتكم الوقت الكافي للتأمل والمراجعة بعد أن انتفت كليا والحمد لله ظروف العمل الاستثنائي التي طبعت دوراتكم الماضية.والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

للهم مرحم الشهيد صدام حسين وكل البعثين يارحم الرحمين ويار العالمين

نتمنى للرفاق المزيد من التقدم و الإزدهار و لمؤتمرهم التوفيق و السداد