صاروخ صدام عضو
عدد الرسائل : 15 العمر : 41 الاوسمة : علم الأمة الموحد : الاوسمة : 01/03/2008
| موضوع: نظرة في الدين والتراث الثلاثاء سبتمبر 16, 2008 7:27 am | |
| نظرة في الدين والتراث
بقلم الشهيد القائد صدام حسين
إن من بين الاساليب التكتيكية التي يمكن اعتمادها احيانا، الانتقال الى مواقع الخصم والتداخل معه عندما تكون متفنناً ومقتدراً في اجادة أساليب القتال في الخنادق المتداخلة. ولكن ما تحتاجه في القضايا الاساسية لقيادة الشعب وفي مواجهة اعدائه والانتصار عليهم بصورة دائمة،هو ان تضع العدو في موقع يجعلك متميزاً عنه، وان تكون الساحة مكشوفة بينك وبينه بما يمنع تداخل الخنادق ويحقق المدى المطلوب للاصابة المؤكدة لتتمكن بندقيتك من تأدية واجباتها بدقة عندما يكون مطلوباً استخدامها وليس استخدام السلاح الابيض او مهارة المصارعة.
اما عندما يكون مطلوباً استخدام الخنجر والحربة والوسائل الاخري للاشتباك.. فعندها يصبح التواصل مطلوباً لكي تستخدم هذه الوسائل والقدرات استخداماً مؤثراً وصحيحاً، في نفس الوقت الذي تحتفظ فيه بالقدر اللازم من التميز النسبي.
فأي الاساليب تطبق على مسألة التعصب الديني والمذهبي في هذه المرحلة؟ هل المطلوب أن نتحول نحن الى مواقع الناس الذين يطرحون المسألة الدينية وطقوسها طرحاً منحرفاً او خاطئاً عن طريق التداخل معهم والالتقاء «المؤقت» مع مفاهيمهم وأساليبهم لكي نؤثر فيهم ونغير من قناعاتهم.. وبالتالي نقودهم على الطريق الصحيح.. ام أن المطلوب هو التميز عنهم عن طريق طرح كامل تصوراتنا المبدئية،الصميمة في المنطلقات والاهداف والاساليب؟.
إن التحول الى مواقعهم وخلط المفاهيم او قبول عدم الوضوح يخسرنا المعركة ويهزمنا هزيمة ساحقة ويضعنا أمام ازمة فكرية في نفس الوقت الذي نخسر فيه سياسياً، وبذلك نخسر من موقعين.. نخسر الارضية الفكرية التي نرتكز عليها والتي هي مصدر قوتنا الاساس، ونخسر سياستنا كذلك، وبذلك نفقد التماسك الفكري ونفقد التميز ونخسر جمهورنا.
هل نبعد استخدام المسألة الدينية، كوسيلة من وسائل الرجعية والاعداء ضد حزبنا، عن طريق دعوة الحزبيين الى ممارسة الطقوس الدينية وفق ماهو معروف ومتداول وبطريقة تجعلنا نستدرج الى مواقع الرجعية الدينية وتفرقها الطائفي.. ام أن الاسلوب المركزي والصحيح هو اعطاء موقف واضح للمسألة الدينية في جوانبها العملية والنظرية كافة، وان نترك للشعب من حزبيين وغير حزبيين حرية ممارسة الطقوس الدينية الصميمية وفق اختياراتهم؟.
إن التداخل في الاساليب والممارسات مع الاوساط التي تفهم هذه المسألة فهماً منحرفاً او التي لا تفهمها فهماً صحيحاً لا يحل المشكلة وفي نفس الوقت فان الابتعاد عن الدين، بمعنى الالحاد.. هو نظرة مرفوضة من قبلنا وهي خاسرة في كل الحسابات.
كيف نتصرف اذن؟؟.
بعض القوى المضادة صارت تستخدم الدين لاهداف سياسية، فعليك ان لا تستخدم الدين لأهداف سياسية وان لا تصطدم بهم بشكل مباشر وبأساليب تقليدية. أن بعض اوساط الرجعية عندما تتصرف تصرفات استفزازية ضد الثورة تحت غطاء الشعائر الدينية فأنها، وبدافع من الاستعمار، تقصد جر الثورة واجهزتها الى التدخل في الشؤون الدينية وفق صيغ واساليب غير متوازنة بما يثير اوساطاً شعبية هي جزء من الحركة العامة للثورة ومصلحتها جزء من مصلحة الثورة.
إن سعي بعض الاوساط المشبوهة في هذا الاتجاه يقصد منه دفع الامور الى الحد الذي يجعل بعض الحزبيين والعاملين في أجهزة الدولة يتصرفون تصرفات غير منضبطة وغر واعية، من شأنها أن تأخذ الاغلبية بجريرة الاقلية المنحرفة، في الحكم العام او في الاجراءات التفصيلية، قاصدة من ذلك تحقيق هدف عزل الثورة عن جماهيرها ودفعها الى حالة الخنادق المتداخلة.. بحيث يصعب التمييز بين العدو والصديق فتصيب بندقية الثورة صديقاً او أبناً للثورة في الوقت الذي تقصد فيه اصابة اعدائها من العملاد والمنحرفين.
إن هذه الاوساط الرجعية المنحرفة، والتي يحركها الاجنبي على الاغلب، تدرك أنها غير قادرة على كسب الناس من خلال طرحها لحزب سياسي مضاد لحزب البعث العربي الاشتراكي.. لذلك فانها تتوجه الى جر بعض الاوساط من الناس من خلال دعوتهم الى ممارسة الطقوس الدينية وفق صيغ خاصة، عاملة على تحويل هذا المنهج في وقت لاحق الى ولاءات سياسية مضادة ومناهضة للثورة. ويبني المحركون لهذا التكتيك خططهم بالدرجة الاساس على افتراض أن يصدر عنا خطأ في التصرف التكتيكي فيسعون لتعميم نتائجه بما يجعل تأثيراته سلبية على ستراتيجيتنا وبما يرجح من حساباتهم في كسب المعركة او على الاقل ان يكون حاجزاً نفسياً بين الحزب وافكاره وبين اوساط معينة من الشعب، مما يعطل او يمنع تواصلها مع افكار الثورة.
اذن، فان المطلوب منا هو أن نكون ضد تسييس الدين من قبل الدولة وفي المجتمع، وضد اقحام الثورة في المسألة الدينية وان نعود الى اصل عقيدتنا، وان نعتز بالدين بلا سياسات للدين، لانك حين تجعل من نفسك واعظاً او مرشداً دينياً وتطلب، ومن موقع رسمي او حزبي، من الناس أن يؤدوا الطقوس الدينية، انما يتوجب عليك ان ترشدهم الى كيفية اداء تلك الطقوس، وما يترتب عليها من التزامات تبعية، واذا ما دخلت في ذلك فسوف تبدأ المشاكل والتعقيدات، حيث تبدأ الاختلافات وفق اجتهاد المذاهب الاسلامية، أفليس هذا دخولاص في السياسة الخاسرة من أخطر أبوابها في الوقت الذي بامكانك أن تربحها عن طريق اخر؟.
ان مما يبعد تأثير بعض الوسائل المضادة عنك هو الابتعاد عن مرمى العدو عندما يكون المطلوب هو التمايز عن عدوك والانفصال عنه في خندق اخر، وأن تكون المساحة بين الاثنين مكشوفة، لذا فان الدولة اذا ما تبنت سياسة للدين بما يجعلها تتدخل في طقوسه الاعتيادية، منعاً او سماحاً، فاننا سنضع جماهيرنا خارج تأثيراتنا وينقسم جمهورنا وينقسم حزبنا ويرتج البناء الفكري الذي يرتكز عليه حزبنا، وبذلك يربح اعداء الثورة المعركة وتهزم المبادئ وليس سياستنا فحسب. من حديث الرفيق صدام حسين في اجتماع مكتب الاعلام بتاريخ 11 / 8 / 1977 | |
|