كلمة الرئيس صدام حسين في الجلسة الختامية لقمة بغداد الاستثنائية يوم 30/5/1990
من هذا المؤتمر، أنا شخصياً أخذت دروساً كثيرة مثلما هو الإنسان دائماً، إلى آخر لحظة من حياته، يغتني من دروس الحياة. وأهم
ما في دروس الحياة هي الدروس الإنسانية.
وإن شاء الله مؤتمراتنا القادمة جميعها مثلما كان هذا المؤتمر والمؤتمرات السابقة وإن كانت في المؤتمرات السابقة بعض المنغصات الأخوية لكن الحمد لله أن هذا المؤتمر سار بهذه الكيفية التي هو عليها، ومع ذلك عندي ملاحظة لأقولها، كونها ملاحظة تأتي في إطار هذا الجمع الخير، تعاوننا تعرفون أيها الإخوة، بأنه منذ عام 1986 فأن أهم مورد في اقتصادنا العربي جميعنا سواء كان من المملكة العربية السعودية أو العراق أو ليبيا أو الجزائر أو الكويت في كل الدول العربية البترولية التي تشكل الآن عنوان القوة الاقتصادية في الحياة العربية، إن أهم ما تعتمد عليه هذه الدول بالدرجة الأساس هو البترول.
فمنذ عام 1986 وكنا آنذاك في الحرب واجهنا ظروفاً كانت صعوبتها قريبة من صعوبات القتال، وخصوصاً عندما ترتبط بالاقتصاد وبموردنا الأساسي الذي هو البترول ذلك لأن نوعاً من الإرباك ساد السوق النفطي وحصل فيه نوع من عدم الإلتزام في قرارات الأوبك، صحيح نحن لسنا في مؤتمر الأوبك، وأنا أقول ملاحظة ليس لأتوقف عندها، ولكن قد تفيدنا جميعاً، إن سبب هذا الارتباك هو عدم التزام بعض أشقائنا العرب بالذات في مقررات الأوبك، عندما أغرق السوق النفطي بما هو فائض عن الحاجة أو على الأقل يعطي مرونة للمشترين بما يجعله على حساب السعر. وتدنت الأسعار حتى وصلت أحياناً إلى سبعة دولارات، فيما يتعلق بالعراق وهو ليس أكبر إنتاجاً وليس أكبر حصة في الأوبك، فأن كل انخفاض في البرميل الواحد بقدر دولار واحد، وحسب ما قيل لي، فأن خسارة العراق تبلغ مليار دولار في السنة، من هذا نتبين كم هي خسارة الأمة العربية جميعها من كل إنتاجها البترولي في السنة.
ومن هنا يمكننا أن نجد الجواب المباشر عن السؤال وهو هل أن الأمة العربية بحال ممكن أن تخسر فيه نتيجة هفوة، هفوة من فني أو غير فني، عشرات المليارات هذه ومن دون مسوغ. لأن السوق البترولية أو لنقل أن المشترين على الأقل في هذه السنة مثلاً، كانوا قد هيأوا أنفسهم إلى أن يتحملوا سعراً يصل إلى 25 دولاراً خلال سنتين، مثلما عرفنا وسمعنا من الغربيين الذين هم أكبر مشترين في سوق البترول.
إذاً هذا النزف الهائل في اقتصادنا سببه عدم انتظام الرؤية أو عدم النظر إلى الشأن الذي نتعامل به محلياً وفق رؤية قومية.
لأنه لو حصلت رؤية بشأن القومي ككل ولمقدار الضرر الذي يصيبه فأنا أعتقد بأننا سنتردد كثيراً قبل أن نقدم على أن نلحق مثل هذا الضرر الكبير بالاقتصاد القومي بنفس الصراحة بين الإخوة والتبسيط المباشر الذي يغنينا من النقاط ما يراد قوله من خلال التحليل، لنقل أن الحرب تحصل أحياناً بالجنود ويحصل الإيذاء بالتفجيرات وبالقتل وبمحاولات الانقلاب وأحياناً أخرى يحصل بالاقتصاد..
لذا نرجو من إخواننا الذين لا يقصدون الحرب، أعود لأتكلم هذه المرة فقط ضمن حقوق الكلام في إطار السيادة عن العراق، فأقول الذين لا يقصدون شن الحرب على العراق أقول أن هذا نوع همن الحرب على العراق.
ولو في الجلد ما فيه يتحمل لتحملنا، ولكن أعتقد كل إخواننا يعرفون الحال ومطلعين عليه وإن شاء الله الحال يكون دائماً جيد.
ولكنني أقول بأننا وصلنا إلى حال لا نتحمل الضغط، وأظن كلنا نستفيد، والأمة تستفيد، من فكرة الالتزام بقرارات الأوبك سواء كانت إنتاجاً أو أسعاراً ولنتوكل على الله.