ليوث العراق ..بطولات لا تنتهي بقلم: أبو ذر - العراق المحتل
وهذان ليثان آخران يلتحقان بركب ليوث العراق العربي الذائدين عن حريته ووحدته وكرامته. البطل سعد احمد جاسم الجبوري، والبطل محمد موفق النعيمي، وكلاهما من نبع مدينة الرماح العالية.. الموصل الحدباء. فبمثل عنفوان صولات قيصر الجبوري وبرزان الحديدي وأسامة العزاوي، انقض ليثا العراق العربي على دورية آلية لعلوج المحتلين، فأمطروا مقدمتها بوابل من رصاص الحق والثأر المشروع فأصابوا ثلاثة من علوجه بجراح مثخنة وأردوا قتيلا عميلا كان مترجما مرافقا لتلك الدورية. وبعد هذه الصولة الجسور تمكن ليثا العراق العربي من الانسحاب من موقع المواجهة سالمين.
إن كل من له معرفة أو اطلاع على سياقات حركة الدوريات الآلية للمحتلين، وفي مدينة الموصل الحدباء على الأخص، لابد يعرف إن أرتال تلك الدوريات تتكون على الأقل من ثلاثة آليات مدرعة، غالبا ما تؤمن حركتها جويا من خلال طائرات الاستطلاع المسيرة، أو من قبل زوج من الطائرات المروحية القتالية، فكيف تمكن ليثا العراق العربي من تنفيذ مهمتهما البطولية والانسحاب سالمين من موقع المواجهة؟. دون أدنى شك ليس ثمة إلا تفسير منطقي مقبول واحد لهذه الواقعة وهو إن علوج المحتلين الذين كانوا وراء رشاشات الحماية المثبتة على سطوح الآليات الأخرى من رتل الدورية المستهدفة قد انزلقوا إلى بواطنها هلعا وخوفا ما إن انهمر رصاص ليثا العراق العربي على مقدمة الدورية، وأن سرعة حركة ليثاً العراق وقوة نارهما المباغتة في انقضاضهما على فريستهما من علوج المحتلين كانت اكبر من إن تنمح بقية علوجه من إفراد الدورية المستهدفة وقتا للرد، أو حتى للتفكير في الرد، على موقع إطلاق النار، فكان إن صال ليثا العراق صولتهما الجسور ببراعة فائقة أثخنت هدفهما بالإصابات، ثم تمكنا من الانسحاب وسط هلع وارتباك بقية أفراد الدورية المستهدفة والذين يشكل عددهم على أدنى تقدير ضعفي عديد العلوج المستهدفين. وأنها لمفخرة في كفاءة القتال وفنونه تضاف لسفر مفاخر ليوث العراق الأباة التي لم تتوقف عند تدمير سلاح محتلي وطنهم وإذلاله، مع إن المحتلين مافتئوا يستقدمون كل حين الحديث مما تبتكره عقولهم على ضوء ما تستحدثه فصائل مقاومتنا الباسلة من إبداعات وأساليب متجددة في تدمير آلياتهم وأسلحتهم، فيفاجئوا في كل مرة يستقدمون فيها جديدا مما تنتجه مصانعهم بأن ما توهموا بصلادته وتفوقه من سلاح لن يلبث إن تحيله كمائن مقاومتنا الباسلة زُبرا من الحديد. ولأن الخسة والدناءة من الصفات اللصيقة بالمحتلين، ولان الخونة العملاء هم أكثر خسة ودناءة من سائسيهم المحتلين، فلن نستغرب بعد هذا اجتماعهما معا في استهداف عائلتي ليثا العراق العربي واعتقال رجال ونسوة منهما كوسيلة ضغط عليهما لتسليم نفسيهما، وهكذا تكون حقوق الإنسان التي يتبجح بها المحتلون!!.. وبمثل هذا تكون دولة القانون التي يتنطع بها عملائهم الأقزام!!
لقد تناقلت وكالات الإنباء المختلفة خبر صولة ليثي العراق..، غير إن من أكثر ما تناقلته تفاهة وسقوطا، هو زعم بعضهم إن ((مشادة كلامية حدثت مع احد الجنود الأمريكان هي السبب وراء إطلاق النار عليهم وإصابة ثلاثة منهم..)). ووجه التفاهة في هذا الزعم إن الجميع يعرف بأن المحتلين إنما يركبون ظهور مطاياهم في حكومتهم العميلة ويسوقون زبانيتها ومرتزقتها سوق الذليل الخانع، وليس لأي منهم، كائن من كان، الخيرة في مناقشتهم، ولا نقول معارضتهم، وليس عليهم جميعا إلا السمع والطاعة، وعلى هذا هم مستقتلون. أم إن صاحب هذا الزعم التافه يسعى لان يوهم سامعيه بأن له إرادة في مناقشة المحتلين حين ارتضى لنفسه السقوط الحر في أحضانهم بمشاركته راغبا مستقتلا في ما يسمى ((العملية السياسية))؟.. ووجه السقوط في هذا الزعم انه يسعى إلى تجريد الفعل البطولي لليثي العراق العربي من دوافعه الوطنية ومضمونه الجهادي والإيحاء بأنه إنما كان مجرد حادث عرضي عابر بعيد الصلة عن ما تشهده الموصل الحدباء وكل مدن العراق العربي وقصباته من مقاومة بطولية باسلة للمحتل وزبانيته، وذلك دعما لما يروج له المحتلون وزبانيتهم من دعاوى كاذبة بانحسار عمليات المقاومة وسيطرتهم على الأرض، وهي دعاوى يفندها ما أعلنه المحتلون وزبانيتهم أنفسهم منذ أيام قليلة بشروعهم بعملية عسكرية جديدة واسعة النطاق في الموصل الحدباء أعطوها اسم ((الأمل الجديد))، بعد إقرارهم بالفشل الذريع لعمليتيهما العسكريتين السابقتين خلال العام المنصرم وحده واللتين حملتا اسمي ((زئير الأسد)) و((أم الربعين)).. فمن الذي افشل ذانيك العمليتين، رغم ما حُشِدَ فيهما من إمكانيات وأسلحة وجيوش، غير فصائل مقاومتنا الباسلة التي لم تزل تمسك بناصية المبادرة، وتتقدم واثقة الخطى نحو التحرير الناجز والكامل ليظل العراق أبدا عربيا بأهله وأرضه.