مدونة شباب النقشبندية المدير العام
عدد الرسائل : 268 العمر : 44 الدولة : العراق الاوسمة : الاوسمة : 07/03/2009
| موضوع: الاحزاب و الحركات الدينية في اسرائيل الإثنين مارس 09, 2009 6:26 am | |
| الاحزاب و الحركات الدينية في اسرائيل 1998-1948 مقدمةتهدف هذه الدراسة الى تسليط الضوء على الأحزاب السياسية الاسرائيلية التي ترافقت مع نشأة الدولة العبرية 1948,اضافة الى الطوائف الدينية التي تنتظر الخلاص المسحاني غير المعجل بفعل الانسان, كما تتناول الشروخات التي يعاني منها المجتمع الاسرائيلي بفعل الصراع الحزبي بشقيه العلماني الديني و الارثوذكسي الاصلاحي.المجتمع الاسرائيلييتصف المجتمع الاسرائيلي بانتماءات قومية و ثقافية متعددة تضرب بجذورها في المجتمع الاسرائيلي, فضلا عن الانتماءات المذهبية التي تشكلت في البلدان الأم و هاجرت الى اسرائيل لاحقا, فيمثل الاسرائليين أغلبية في الأراضي الفلسطينية المحتلة 1948,(81.4%), في حين يمثل العرب الفلسطينيين أقلية تشكل (18.6%) من السكان. يشكل الانقسام بين الأشنكاز و السفارديم واقع اصطلاحي ,والانقسام من ناحية اصطلاحية موجود قبل وجود اسرائيل , فالاشنكاز وهي كلمة عبرية-ألمانية تمثل اليهود المنحدرين من أصل ألماني , ثم توسع استخدامها وأ صبحت تعني اليهود الذين لهم بأوروبا عامة , أما السفادريم و تعني بالعبرية اسبانيا , و قد أطلقت على اليهود الذين انحدروا من الجاليات اليهودية التي طردت من اسبانيا و البرتغال بأعداد كبيرة اثر محاكم التفتيش 1492 ,1946 و هاجر معظمهم الى جنوب أوروبا و شمال افريقيا و بلدان الشرق الاوسط و لندن و هامبورج و أمستردام . تكلم الأشنكاز لغة اليديش و هي اللغة الألمانية العبرية , أما السفارديم فتكلموا اللغات المحلية التي يتكلمها أهل البلاد كالعربية و الفارسية و الآرامية الحديثة في كردستان . و تكلم السفارديم المنحدرين من جزيرة ايبرية-اسبانيا و البرتغال العربية حتى القرن(13م) و الاسبانية مدة ثلاثة قرون , و استمروا في الحديث بها معتبرينها لغتهم التقليدية , و سميت اللغة التي يتكلمون بها لغة الأدينو , و هي مزيج من الاسبانية الكستالية المختلطة مع الألفاظ العبرية و العربية و التركية بعد تركهم اسبانيا .يعرف السفارديم القدامى أنفسهم بأنهم أكثر عراقة من الأشنكاز مع أنهم سكنوا اوروبا, و من خلال العادات الاجتماعية في اوروبا و التي كانت سائدة بين الطائفتين نجد أن السفارديم ابتعدوا عن الزواج من الأشنكاز و لم يدفنوا موتاهم في مدافن السفارديم , و عندما أخرج السفارديم من اسبانيا كانوا يتظاهرون بالمسيحية الأمر الذي أفقدهم اتقان العادات الدينية و التقاليد , على عكس الأشنكاز, اضافة الى ما عرف عن السفارديم من ثقافة واسعة بحكم الاحتكاك بالحضارات, كما مارس يهود اسبانيا الشعر و الكتابة و الفلسفة و الموسيقى , عكس الأشنكاز الذين لم يستطيعوا ذلك لمعيشتهم في غيتو مهتمين فقط بالتفسيرات الدينية , كذلك مارس السفارديم التجارة و بقي الأشنكاز أكثر فقرا ووصل الحال بمن يتزوج من الأشنكاز أن يخسر جميع حقوقه الدينية و المدنية, و يروي بن غوريون أنه عندما ذهب الى سالونيكه لدراسة التركية كان لا يجرئ على أن يقول أنه أشنكازي لأن اسمهم كان مقرونا بالأعمال الوضيعة . و يعلق مايكل سيلزر على واقع الانقسام" لقد نشأ في اسرائيل موقف فريد فبينما لا توجد في اسرائيل تفرقة بحكم القانون فان أقلية عرقية تتمتع بدرجة من القوة و النفوذ الى الحد الذي يجعلها تضع قيمها و أساليبها باعتبارها القاعدة , و تنظر بعين الاحتقار الى الأغلبية العرقية".و أمام هذا الوضع يمكن تمييز طبقات المجتمع الاسرائيلي بالشكل الحالي على النحو التالي : الطبقة الحاكمة و العناصر المتخصصة , و تتكون من بيروقراطيي الأحزاب و الحياة و المدنية و العسكرية .اليهود الغربيون, وهم المسيطرون على رؤوس الأموال .اليهود الشرقيين, وهم من البلاد العربية الذين نجحوا بتهريب أموالهم من البلاد العربية.الصابرا, وهم المرتبطين بشكل كامل بحياة البلاد المدنية و العسكرية .المهاجرين الشرقيين , الذين جاءوا الى اسرائيل بعد انشاء الدولة .الأقليات العربية , و هم من الدروز و المسيحيين و المسلمين, ثم العرب المقيمين في الأراضي التي احتلت عام 1967 . يعتبر عضو الكنيست شلومو بن عامي, و هو أستاذ بجامعة تل ابيب" أن هذا المجتمع الذي أنشأه الأباء المؤسسون من الصهاينة على أن يكون بوتقة تمتزج فيها مختلف الثقافات و متعددة الطوائف ,تحول من مجتمع متعدد الاعراق و متعدد الثقافات و متعدد الطوائف , لقد تغيرت و تفتتت الصورة الأسطورية المأمولة لتحل محلها صور أخرى عديدة لكل منها شرعيتها , و يضيف أدى هذا التفتت للصيغة الاسرائيلية بين اليهودي و العربي و المتشددين دينيا الحريديم و القوميين الدينيين غوش ايمونيم , و التقليديين و العلمانيين, و غيرهم ممن تمدد جذورهم الى أصول عرقية مختلفة , الى تشرذم المجتمع بين ثقافات و طوائف مختلفة و لهجات متباينة و بين مواقف متصارعة تجاه صورة الدولة اليهودية , مما يجعله يقول أن هذه الانشقاقات تؤهل لحدوث انفجارات عنيفة داخل المجتمع " . يشكل هذا الانقسام الطائفي واقعا لا يمكن اغفاله عند دراسة موازين القوى , ولا يمكن ان يبقى الواقع مخفيا , بل آخذا بالانعكاس على الحياة السياسية الاسرائيلية خاصة و اذا اخذنا بعين الاعتبار بعض نتائج استطلاعات الرأي العام الاسرائيلي , فواضح حاليا داخل اسرائيل سطوة دينية بشكلها الحزبي و الاجتماعي , فيشكل الدين في اسرائيل المؤثر الواضح في عملية تأسيس الطائفية , و أخذ عامل ربط الارض بالدين بعدا جديدا عند الأحزاب الدينية في اسرائيل , و يقول توم سيحيف في كتابه الاسرائيليون الأوائل , قاصدا اليهود الشرقيين , لقد خصص لهم الجزء الأصعب و الأقل ربحية في بناء البلاد و ذلك في المناطق الجبلية في يهودا , أما الأراضي الواقعة في السهل الساحلي وفي الجنوب فقد خصصت للمهاجرين من أوروبا نشأة الأصولية مثلت حرب الأيام الستة 1967 , تغيرا على مجرى حياة الاسرائيليين, و سببا من أسباب صعود الظاهرة الدينية في اسرائيل , فهذا النشوء ارتبط و ثيقا بالتوراة في اطارها السلطوي و الأسطوري ,تجاه أرض اسرائيل , وباعتبار أن اليهود هم شعب الله المختار المقدر له عملية الخلاص و زيارة أورشليم و الحج و تقديم الأضاحي .يسجل التاريخ ظهور المسحانيون و من أمثلة هؤلاء الذين ظهروا بعد هزيمة الحشمويين(المكابيون) للأرستقراطية اليهودية التي أخذت بالحضارة الهيلينية عام 165 ق.م , فحمل اليهود السلاح ضد حكم الأمبراطورية السورية- الاغريقية سنة 166 ق.م و أعلنوا عن نبذهم نصرة الايمان المرتبط برب اسرائيل و شرائعه , و من نتائج هذه الحرب اعادة تكريس الهيكل . من الثورات التي قامت , الثورة الكبرى 66-73 ق.م و ثورة باركوخيا 131- 135 ق.م . و قامت كلا الدعوتين على قواعد أصولية بأوامر الله الداعية الى استقلال اليهودية بأرض اسرائيل , و مع أن هذه الثورات عارضها الحاخامات الا أنهم برروها بأنها حافظت على الشعب و الدين كوحدة مستقلة , و ما يؤكد ذلك ما قام به الحاخام يوحنا بن ركابي الذي عارض الثورة الكبرى , و أسس معهدا في احدى نوادي المدن الساحلية التابعة لروما . تعود جذور الرفض الى الشعب الذي علم أن لا يحسب نهاية الزمان , و أن لا يعجل بعودة الشعب الى اسرائيل بالقوة اضافة الى ظهور المسحاء و الدجالين الذين حذر منهم موسى بن ميمون, و قد أعلن أن الله قادر على احلال العصر المسيحاني في زمن لا يعلمه الا الله وحده , ولا يستطيع الانسان حساب الخلاص , و عليه أن لا يستعجل بأي دراسة صوفية . يعد شباطي تسفي من أشهر المسحاء و قد كفر عن أخطاءه بصورة علنية , و أبطل بعض أيام الصوم ووضع أيام جديدة و حدد احتفالات جديدة و أمر البعض بجلد نفسه تكفيرا و توبة , و بعد القاء القبض على شباطي خير بين القتل و الاسلام . و ظهر النهاب القوقازي و الذي بسبب ثورته قتل(300)ألف يهودي , و مع تنامي الدعوات الأصولية أسست اليهودية الأرثوذكسية على يد سمون رفائيل هيرتش . وصف من يستعجل الخلاص عليهم أن لا يقيموا الى عمل من تلقاء أنفسهم من أجل استرداد سيادتهم بل عليهم أن يؤدوا مهمتهم في الشتات منتظرين الخلاص بواسطة التدخل الألهي وحده . و خلال هذه الفترة لم يؤكد الحاخميون على أهمية الصهيونية , و شنت عليها الحروب , و قال الحاخام مولوفنيشك و هو من أبرز الزعماء الحسيدين أن كل واحد من الصهيونية سيئ السمعة في بلدته , و أن مقصدهم هو اقتلاع الديانة من أصولها الا أن الصهيونية الارثوذكسية التقليدية أيدت قيام اسرائيل و دخلت في الحكومة مع حزب ماباي . تعود جذور الأصولية الى الحاخام آبراهام بن سحاق كوك و الذي عين من قبل بريطانيا رئيسا لحاخامي فلسطين من الأشنكاز ,و شغل المنصب حتى وفاته 1935 , و تمثل الصهيونية في نظره حركة رجوع اليهود من شتات طويل مطهر للنفوس كي يستعيدوا رسالتهم الالهية و يحققوا الخلاص , و رحب بالعمل اليدوي و الرياضة و القوة العسكرية مع أنه يتعارض مع مبادئ التوراة . تقوم فكرة المسيح في اليهودية على ثلاث أفكار رئيسية , تستند الأولى و الثانية الى آيات من سفر التثنية و العدد التي تبشر بعودة اليهود المشردين الى أرض اسرائيل , و اعادة بناء حياتهم الدينية و طقوسهم , و في نهاية الزمان ستشهد بروز زعيم قوي للشعب اليهودي يهزم كل أعدائه , و الثالثة فهي موجودة في كتب الأنبياء فهناك نبوءات متكررة حول فكرة السلالة الداودية , و تؤكد الهلاخاه انه لا يجوز لليهود القيام بأي خطوة تعجل في مجيئ المسيح و أن دورهم يقتصر على الصلاة و التكفير و ترك الباقي لمشيئة الله , و بحسب الارثوذكسية اليهودية فأن المسحانية الزائفة جريمة كبرى لا يجوز الوقوع فيها, و بالتالي يرفضون الاعتراف بشرعيتها أو شرعية الدولة التي أقامتها . امتاز كوك بأنه لم ينزعج من هروب العلمانيين من الشريعة اليهودية , ووصف الحاخامات الذين وبخوا العلمانيين "ليس بنبذ هؤلاء الأولاد الذين ضلوا عن سبيل التوراة و الايمان الديني و انخرطوا في تيارات العصر الجارفة ,أقول بلا تردد ليس بنبذهم من ارادة الله في شيئ , فالجوهر الداخلي للقداسة اليهودية لا يزال في قلوبهم" قدم الحاخام كوك تعايشا بين العلمانيين و المتدينيين , فالعيش في الأرض المقدسة على حد تعبيره أمرا مقدسا و فريضة فعلى المتدينين أن يقبلوا ترك العلمانيين للفرائض الدينية , فالاحتكاك بين العلمانيين و المتدينيين في الأرض المقدسة من شأنه أن يجعل الكثير من العلمانيين يقبلوا بالتعاليم اليهودية . خلفه ابنه تسفى يهودا كوك الذي جذب نخبة من حزب متعلمي التوراة الأوائل , و كان منهم حاييم و روكمان و موشيه ليفنغر و أليعزر فالدمان , و عبر عن الخلاص بمراحل ثلاث, الأولى في عودة اليهود من الشتات خوفا من العقاب الجسدي في مكان تواجدهم , و الثانية لقاء الشعب اليهودي في قلب يهودا و السامرا التوراتي , ثالثا الخلاص, و يدب النشاط في اليهود بفضل احتكاكهم بكامل أرض اسرائيل فيتوبون الى الله و يلزمون أوامره و نواهيه و يتقربون من المسيح للخلاص بسرعة تتلائم مع التزام الشعب اليهودي بالفرائض الدينية . و يروي عن تسفى كوك أنه بعد سؤاله هل يحق مشاهدة العرض العسكري في القدس أجاب بنعم , مؤكدا على أن جيش اسرائيل هو الذي سيحرر أرض اسرائيل , و كان أول ما قام به مناحيم بيجن بعد صعوده الى الحكم 1977 , الاتجاه الى كوكووقف وسط طلابه , وركع بين قدميه , مما دفع بالتأكيد بأن كوك يسيطر على عقول الزعماء السياسيين و الشباب حديثي العهد . جاءت نتائج حرب 1967 بمثابة معجزة للأحزاب الدينية الأسرائيلية , و أصبحت هذه الاحزاب أكثر عدوانية تجاه العلاقات السياسية الداخلية و الحال كذلك فيما يخص أرض اسرائيل الكاملة , و | |
|