الطوائف الدينية
الحديث عن الجماعات الدينية في اسرائيل حديث واسع , و ان اقتصر فيما سبق على الأحزاب , وفي الجزء المتبقي سأتناول المجموعات الطائفية و الصراع بين الاحزاب الدينية , و الصراع الديني العلماني .
أنطوري كارتا
جماعة دينية انشقت عن حزب أغودات اسرائيل 1935 , و تعني بالآرمية ( حراس المدينة) و تمتاز الحركة أنها معادية للصهيونية و تنعزل عن اسرائيل كونها تمثل قمة الغطرسة , كونها انتهكت العهود التي قطعوها مع الرب قبل الخروج , و هي أن لا يسببوا لأمم الأغيار الذين يقيمون بينهم الضرر , و أن لا يحاولوا احتلال أرض اسرائيل , و أن لا يتعجلوا الخلاص , و قد برزت الحركة بقوة بعد توجيه رسالة الى الوسيط الدولي الكونت برنادوت حملت نفحة دينية تعارض انشاء دولة اسرائيلية .
رفضت هذه الحركة الاعتراف باستقلال دولة اسرائيل , و رفضت الاعتراف بالقوانين التي وضعها و أعلنت أن أعضائها لن يدافعوا عن الدولة اذا ما تعرضت للهجوم , كما أبدت الحركة رغبتها بتدويل القدس و العيش مع دولة فلسطينية و اعتبروا منظمة التحرير الفلسطينية ممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني , كما أرسلت الحركة وفدا لتقديم التعزية بوفاة الامام خاميني لمواقفه المعادية من الحركة الصهيونية .
يعد الحاخام موشيه هيرش من أشهر رجالات هذه الطائفة و سكرتيرها و يقول أن الصهيونية تتعارض تماما مع اليهودية . فالصهيونية تعرف الشعب اليهودي باعتباره وحدة قومية و هذه هرقطة , و قد تلقى اليهود من الرب لا لكي يفرضوا عودتهم الى الارض المقدسة ضد ارادة سكانها و ان هم فعلوا ذلك فأنهم يتحملون نتائج فعلتهم , و التلمود يقول ان هذا الانتهاك سوف يجعل من لحمكم فريسة للسباع في الغابة و لذلك فان المذبحة الكبرى ستكون نتيجة حتمية من نتائج الصهيونية , و يعتقد هيرش أن في وسع اليهود أن يعيشوا في ظل الدولة الفلسطينية حسبما يريدون .
في موقف أول رئيس حكومة بن غوريون الذي أكد أنه لا يستطيع معاقبة أبناء هذه الطائفة لأن افعالهم تتبع من ايمان ديني عميق و ليسوا من مخالفين القوانين بالمعنى المألوف , كما أن هؤلاء يمثلون عالما انحدر معظم اليهود منه و هو عالم الاجداد الذين عرفناه منذ الطفولة .
حبد الحسيدية
ظهرت هذه الطائفة خلال القرن (18 م ), و أسهمت في اعداد بعض قطاعات الجالية اليهودية في شرق أوروبا لتقبل أفكار الصهيونية , و ذلك بعزلها عن الحضارات و الحركات الفكرية الجديدة السائدة في مجتمعها عن طريق اشاعة أفكار صوفية حلولية شبه وثنية .
تعد شخصية الصديق , الذي يعرف باسم رابي من احدى الأفكار الرئيسية في الشريعة الحسيدية , و قد افرزت الحسيدية اتجاهات متعددة من أشهرها حسيدية حبد , و هي حركة دينية رئيسية في فلسطين منذ فترة اليشوف , يقدر اتباعها بمليون يهودي و أتباعها من الملتزمين بنحو مئة و خمسين ألف شخص , و هناك من يقول أن لحبد مليونين و نصف من الاتباع .
مقر قيادة الحركة حاليا في بروكلين في مدينة نيويورك , و لها في الولايات المتحدة نحو (300 ) فرع , و تنتشر في نحو (110 ) مدن امريكية , و تدير دارا للطباعة و النشر و تمتلك صحيفة خاصة بها .
ا لتجمع الثاني للحركة في اسرائيل , و لها نحو (140 ) مركزا و خصوصا في كفر حبد بين القدس و تل ابيب , أضاف الى آلاف الدعاة يعملون في (30 ) دولة , و تقدر مراكز حبد في العالم بنحو (1500 ) مركز , كما تمتلك محطة اذاعية في فرنسا .
ترى الحركة أن جوهر رسالتها اليوم يكمن في الحفاظ على الوجود اليهودي و اعداد العالم لقدوم المسيح المخلص , كما أن الحركة لم تشترك منذ قيام اسرائيل بالحكومات أو أية انتخابات .
يطلق على زعيم الحركة اسم ادمور , و الأدمور السابع للحركة هو الحاخام مناحم ميلوفافيتش الذي لا يرى مجال للمقارنة بين اليهودي و غير اليهودي , و أن اليهودي يحتل مكانة عليا بين الامم , و تنسب روح بني اسرائيل الى روح القدس ذاتها .
أعلن رئيس حبد في فلوريدا بالولايات المتحدة الاميريكية و التي تضم (29 ) مؤسسة تعليمية , أن رئيس الوزراء اسحق رابين هو بمنزلة عدو , و لذلك يحل عليه مبدأ من يتقدم لقتلك أسبق و اقتله ,و خلال الانتخابات 1996 , ارسل حاخامات حبد نداء الى الحسيديم لكي يجندوا موارد الجماعات الحسيدية في العالم من أجل الوقوف الى جانب الليكود , و اتهمت صحيفة الأسبوع الحريدية بيريس بأنه متعاون مع العدو و سعي لتدمير الجيش .
الحريديم
يطلق اسم حرديم على اليهود المغالين في التشدد , و الذين يعادون الدولة و يكفرونها و يعيشون في غيتو معزول شبيه بجو يهودية شرق أوروبا التقليدي و يتحدثون لغة اليديش , و يقدر اتباع الطائفة (30 ) ألف نسمة و تعمل على تقنية اسرائيل من الشوائب لأقامة حكم التوراة , و يوصفها فيلسوف اسرائيل ليبوفتش ان في اسرائيل شعبين لا يستطيعان أن يعيشا معا جنبا الى جنب و لا أن يتزوج كل منهما من الاخر و لا أن يعملا معا و لا أن يأكلا معا .
يسترشد الحرديم بالحشمونييم اليهود الحريصين على اتباع التوراة و الشريعة اليهودية التي تفضل حكم الأجنبي على القبول بملك يهودي حتى لو كان يحظى باحترام قومي , لانه لا يحافظ على الشرائع ,و يستخدم وسائل تدنس الدين في الدفاع عنه, وسعي الحرديم على اعلان الحرب على الهوية اليهودية باعتبار أن اليهودية و الصهيونية هوية مؤقتة , و قدمت البديل الديني , و من سمات اليهودية الحريدية :
* رفض أية قيمة ثقافية سواء في الماضي أو الحاضر لا يكون مصدرها التشريع اليهودي .
* التعامل السلبي مع غير الحرديم .
* اعتبار المحرقة عقابا من الرب بعد عصر التنوير اليهودي .
* رفض الصهيونية و اقامة الدولة اليهودية , لانها استعجلت , و رفض عقيدة العودة الى صهيون .
يستخدم الحرديم وسائل الاكراه الديني و التدخل في حياة الآخرين , و كل الوسائل بالنسبة اليهم مشروعة من مهاجمة دور السينما و الأماكن المختلطة , و شن الحرب الثقافية على العلمانيين التي هي حربهم المقدسة باسم الرب .
ساطمر الحسيدية
من أكبر الجماعات الحسيدية في العالم و مقرها الرئيسي في فلسبورغ , تزعمها الحاخام يوئيل طايطلبوم المعروف بلقب حاخام ساطمر , و يرى أن النصر الذي تحقق يمثل معجزة و يرفض أن تكون حرب 1967 مساعدة من الرب لأن الشعب من المارقين البعيدين عن الدين ولا يستحق مساعدة من الرب , يبلغ أتباع هذه الطائفة نحو ربع مليون شخص و هم قليلون في اسرائيل بسبب معاداتهم لفكرة الصهيونية .
الصراع الارثوذكسي الاصلاحي
الصراع الديني في اسرائيل بين الاصلاحية و الارثوذكسية , اخذ أشكال جديدة في الوقت الحالي , و الشواهد على العنف المبرر دينيا عند كلا من الجماعتين كثيرة , فتسعى اليهودية الأرثوذكسية الى تحويل المجتمع الاسرائيلي الى دولة دينية قائمة على مبادئ التوراة و الهلاخا الشريعة اليهودية .
ظهرت اليهودية الارثوذكسية لأول مرة 1795 , قاصدين بها معارضة التلمودين , و قد سيطرت القوى الدينية في بدايات نشأة اسرائيل على كثير من مقاصد الحياة و منها اعتناق اليهودية الذي يلزم أن يتم على أيدي حاخامات متشددين , و تقوم أسس العقيدة الارثوذكسية على المبادئ التالية :
* الدين ا ليهودي دين عمل و حياة .
* لليهود 613 فريضة واجبة , و التلمود الشريعة الشفهية مصدرها الله .
* قوانين الهلاخا تصلح للدين و الدنيا .
* الطقوس الدينية من زواج و طلاق و تهويد ...الخ , يقوم بها خريجو المدارس الدينية .
* الخلاص لا يتم الا بعودة المسيح المنتظر , و على الشعب اليهودي أن يعيش معزولا حتى عودة المسيح لتحقيق رسالته .
* استخدام العبرية في الصلوات , و لا يجوز الاختلاط بين الجنسين .
جاءت نشأة اليهودية الاصلاحية ردا على حالة الجدل التي سادت يهود أوروبا حول الخروج من عقلية الغيتو , و ردا على العقيدة الارثوذكسية و خاصة أداء 613 فريضة , و كافة أمور الحياة من طعام و شراب الى النظافة و العبادة و كانوا في الغالب يتحولون من الالحاد و الشيوعية .
ظهر الانشقاق الديني في الحركة الارثوذكسية من خلال حركة هالاسكاه التي ظهرت في القرن(18 م), و عرفت باسم بالمساكليزم رجال ذو فهم و عقل , و قد ارتبطت الحركة الاصلاحية بمونسيس مندلسون , و سعى الى اصلاح التعليم و بحث عن وسائل تقرب ا ليهود من الثقافة الاوروربية متتبع خطى الديانة المسيحية .
وجدت الحركة معارضة الحاخامية الارثوذكسية و خاصة بعد أن انتشرت وسط اليهود الألمان في مدينة ليمبرغ الألمانية 1816 , و لكن الحركة لم تمت بهذا المنع , بل توسعت أفكارها و أخذ اليهود الالمان يطالبون بالاندماج الكامل مع كامل المجتمعات الاوروبية , وسعت هذه الدعوات الى تضييق مساحات التأثير الديني الشعائري و حصره في اطار العائلة و الكنيس , و حاولت الحركة البحث عن طريقة تزاوج بها التعاليم اليهودية و مبادئها بمتطلبات الحياة اليومية المعاصرة في أوروبا بذلك الوقت .
لم تطالب اليهودية الاصلاحية بالكثير من المطالب الدينية من أتباعها , و منذ ذلك الوقت أصبحت اليهودية الاصلاحية مرجعية لغالبية من اليهود الولايات المتحدة و أوروبا و تحاول اليهودية الارثوذكسية التأكيد أن الاصلاحيين يشكلون (1 %) من اليهود في اسرائيل , و كما وصفها الحاخام الارثوذكسي تسفي شتاين " ان اليهود الاصلاحيين كفرة , و طابور خامس خطر علينا أكبر من خطر العرب ". يقوم جوهر مشروع اليهودية الاصلاحية على محاولة نزع القداسة عن كثير من المعتقدات الدينية اليهودية ووضعها في اطار تاريخي , و ذلك حتى يتسنى التمييز بين ما هو مطلق و متحرر من الزمان و المكان , و بين ما هو نسبي و مرتبط بها , و مع محاولة اليهودية الاصلاحية تطوير اليهودية نزعت القداسة عن كل شيء , فأسقطت كل الشعائر ذات الطابع القومي اليهودي , و جعلوا الصلاة بالألمانية و ليس بالعبرية , و الانجليزية في الولايات المتحدة و ادخلوا الموسيقى و الأناشيد الجماعية , و سمحوا بالاختلاط بالصلاة , و قام بعض الاصلاحيين ببناء بيت أطلق عليه لقب الهيكل .
عمل الاصلاحيين على تفسير اليهودية على أساس عقلي , أعادوا دراسة العهد القديم و ركزوا على الجوهر الأخلاقي للتلمود و التوراة و منها الختان و الكهنة و سمحوا مؤخرا للحاخامات من الاناث , و أنكروا فكرة البعث و الجنة و النار وأحلوا فكرة خلود الروح و أسقطوا معظم شعائر السبت , كما يؤكد الاصلاحيين أن اليهود شتتوا في أنحاء العالم من أجل نشر رسالتهم بين البشر و أن النفي وسيلة لتقريبهم و ليس لعزلهم عن الاخرين.
لا تعترف اليهودية الارثوذكسية باليهودية الاصلاحية و لا بالزيجات و بمراسيم التهويد التي يقوم بها الاصلاحيين , و من قضايا الخلاف الرئيسية قضية من هو اليهودي , فلا يستطيع المهاجر أن يكسب الجنسية الا اذا كان يهوديا وفق قانون العودة الصادر في 1952 , و جاء نصه في المادة الثانية , كل مهاجر بالمعنى المقصود بقانون العودة يصبح مواطنا اسرائيليا , و يحتم قانون العودة حق الحصول على الجنسية بعنصرين أن يكون يهوديا و أن يعود الى اسرائيل , ثم عدل بالسماح لأي يهودي يعرب عن نيته في الاقامة باسرائيل أن يصبح مواطنا اسرائيليا .
تسعى اليهودية الارثوذكسية الى حصر التهويد على يد حاخاماتها , فيذكر حاخام الارثوذكس اتز ادلرشتاين من مجلس حاخامات كاليفورنيا " أن قضية من هو اليهودي لم تكن قضية , و لقد ضخمتها الحاخامية الاصلاحية المحافظة و التي ترغب في اقامة موطئ قدم لليهودية التي يريدونها " .
نجحت الأحزاب الارثوذكسية في الفرض على الحكومة الحالية أن لا تعترف الا بالتهويد على يد حاخام من الارثوذكس , و مع أن للحاخامية سلطة في اسرائيل الا أنه لا قرار لها على الخارج ,و تبدأ المشكلة عندما يقرر اليهودي العودة الى اسرائيل , فلا يستطيع الرجل أو المرأة الزواج و الطلاق و الدفن الا وفق القواعد و الأصول الارثوذكسية المعترف بها في اسرائيل تحت قانون الدين ا لنابعة من قانون الهلاكا و الذي ينظم مجموعة من القواعد .
يصف زعيم الحركة الاصلاحية في اسرائيل يوري رجيف أن التقاليد المعمول بها في اسرائيل و الخاضعة لسيطرة الحاخامية بأنها تمييز , و خلال أيام اسرائيل الأولى و ابان حكومة ديفيد بن غوريون و الذي كان علمانيا كانت من أول قرارات حكومة الابقاء على قوانين الأحوال الشخصية المعمول بها في عهد الانتداب البريطاني منذ 1923, و منحت بموجبها المجتمعات الدينية الحق في تقرير مسائل الأحوال الشخصية كالزواج و الطلاق و الدفن , سواء كانت اسلامية أو مسيحية أو يهودية . ا لبداية الأولى لتفجر الخلاف الارثوذكسي الاصلاحي و بشكل علني في 1970 , عندما أصدرت المحكمة العليا في اسرائيل قرارا لصالح بحار اسرائيلي , و كان متزوجا من امرأة من اسكتلندا في أوروبا , و اعترض على رفض وزارة الخارجية الاسرائيلية تسجيل أبنائه في الوقت الذي لم تعترف الحاخامية الارثوذكسية بالزواج بين يهودي و امرأة غير يهودية . من المشاكل , قضية اليهود الهنود الذين هاجروا الى اسرائيل و معهم زوجاتهم الأجنبيات و أولادهم , و أمر وزير الداخلية بتقيد الابناء كيهود فانسحبت على أثرها الأحزاب الدينية من وزارة بن غوريون 1958 , و قضية ريتا انياني ممثلة حزب مابام في مجلس بلدية الناصرة 1960 , التي عارضت تقديم مساعدة مالية لاحدى المدارس الدينية فتحركت الأحزاب الدينية و أخذت تبحث عن ماضي انياني حتى توصلت الى معلومات أن أمها ليست يهودية رغم أنها متزوجة من يهودي . تمثل ضاحية ميفاسرت صهيون احدى نقاط الصراع الساخن بين الأرثوذكسية و الاصلاحية , فوصف اسحق لاو الحاخام الأكبر لطائفة اليهود الاشنكاز من الارثوذكسية " أن اليهود الاصلاحيين لا يختلفون عن مفجري القنابل من اتباع الجهاد الاسلامي " , و يؤكد شلو موحسون " بأن احداث ميفاسيرت صهيون هي جزء من معركة أكبر من أجل القدس بين العلمانيين و المتدينيين و الاصلاحيين و الأرثوذكسيين " كما و تشكل الاعفاءات الضريبية نقاشا حادا وسط الحياة السياسية الاسرائيلية , و القاعدة الأساسية أن كل كنيس معفي من ضرائب العقارات الانونا , في حين أن 60 _ 70 % من المتدينيين يتمتعون في المناطق الحريدية بالقدس باعفاءات سنوية من ضريبة العقارات , تزيد بعشرين ضعفا عم يحصل عليه العلمانيين و المتدينيين الوطنيين .
أصدر معهد فلورسها للدراسات السياسية في اسرائيل تقريرا أكد أن الاعفاءات و الخصومات في الأحياء الحريدية في القدس وصلت في 1994 , الى 41 % , و حصلت باقي الأحياء على 25 % , و بلغت قيمة الاعفاءات للأحياء الحريدية في القدس لتلك السنة (13.5) مليون شيكل . لا تشكل الاعفاءات للأسر الحريدية المشكلة الوحيدة , ولكن القانون يعتبر كل كنيس معفيا من ضريبة العقارات , و حتى 1994 , كان عدد الكنيس في القدس وحدها (1072) كنيسا تشمل (26) كنيسا للتيارات التقدمية , و هي جميعها لا تدفع الضرائب , و في المقابل تحصل على الخدمات البلدية المختلفة و الدعم من وزارة الأديان , كما لا تتوفر في وزارة الأديان احصائيات عن عدد الكنيس , و لكن تشير التقديرات الى (20) ألف , و بلغ عدد المؤسسات الدينية في 1995, (993) مؤسسة حصلت على اعفاءات تقدر قيمتها (6.85) مليون شيكل .