من المعروف ان المسؤوليات التي تقوم بها السفارات تصب في قسمين الأول هو رعاية مصالح الدولة التي تمثلها السفارة و تطوير العلاقات الدبلوماسية مع البلد الذي المعتمدة فيه في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية وبقية القطاعات والقسم الثاني رعايا مصالح المواطنين المقيمين في ذلك البلد. وهذا ما اشارت له اتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية والأتفاقية الثانية للعلاقات الإقتصادية مع البروتوكولات الملاحق المضافة اليها.
وأفرزت مرحلة ما بعد الإحتلال حالات نادرة في طريقة تعامل السفارات والمؤسسات الملحقة بها مع ابناء الجالية العراقية وهي تثير الإستهجان بقدر ما تثير الإستغراب, وكان اعتداء مديرة وعناصر من الهيئة التدريسية للمدرسة العراقية في المغرب على ثلاثة من الطلاب العراقيين لأن أبائهم مناهضين للأحتلال, واحد هؤلاء الأطفال عبر عن إفتخاره وإعتزازه بمواطنه بطل العراق منتظر الزيدي الذي دخل التأريخ من أوسع أبوابه آخر! هل هناك فاجعة وطنية أشد من تلك؟
وقد أدى ذلك الى اتخاذ السلطات المغربية قررارا رشيدا بغلق المدرسة العراقية في الظاهر والإيرانية في الباطن, وقد يعقب تلك الخطوة المغربية الصائبة خطوات مماثلة من الحكومات التي تتواجد على أرضها ما يسمى بالمدارس العراقية. لقد أرسلت السلطات المغربية لجنة لتقصي حقيقة الشكوى التي تقدم بها الكاتب المعروف محمد العرب بشأن تبعية المدرسة العراقية للنظام الإيراني وليس العراقي من خلال المناهج المدسوسة التي أرساها وزير التربية الإيراني الجنسية الملة خضير الخزاعي والتي تعكس الرؤية الصفوية البشعة اقضاية الأمة العربية. علاوة على الطريقة البشعة التي تتعامل بها المدرسة مع من يرفض هيمنة إيران على مقدرات العراق السياسية والأقتصادية والثقافية.
قبل إغلاق المدرسة تعرض الأطفال الثلاثة الى ضرب مبرح بسبب الحس الوطني لوالدهم وقلبه النابض بحب العراق والذي غذى به أطفاله وهذه تعد خطيئة لا تغتفر من قبل إدارة لمدرسة الصفوية! وعومل الأطفال بتحقير وإزدراء من قبل الزينبية مديرة المدرسة لأن الأطفال ينتمون و يعشقون مدينتهم الفلوجة قلعة المواجهة والصمود وهي مدينة أرقت جيش الأحتلال وعملائه وكبدته من الخسائرما لم تكبده محافظات العراق مجتمعة! وحب الفلوجة جريمة كبرى من وجهة نظر الزينبية رحاب مديرة المدرسة العائمة في مستنقع الطائفية!
يبدو أن ظاهرة الأعتداء على المواطنين العراقيين أمست ظاهرة عامة في السفارات والمؤسسات العراقية في الخارج سواء كان الأعتداء بالضرب او بالإهانات والتحقير, وسبق هذا الأعتداء أعتداء سافر لايقل بشاعة عن هذه الجريمة عندما قام موظف محلي يدعى أسعد الجناحي في السفارة العراقية في أثينا بألاعتداء بالضرب على مواطن عراقي داخل مبنى السفارة أمام أنظار قنصل العراق رحيم شويلي والملحق العسكري ضياء جواد كما أخبرنا الأخير نفسه ووصف الحادث بأنه" مثير للأشمئزاز خصوصا عندا شهر الموظف المحلي سلاحه- بندقية كلاشنكوف- على المواطن" لكن تدخل الملحق العسكري في اللحظة الأخيرة أنقذ الموقف وإلا لحدثت جريمة قتل داخل السفارة. والمدهش ان السفير العراقي الكاوبوي في أثينا الأسباني الجنسية حاتم الخوام شكر الموظف على استبساله وبطولته وهو يعتدي على المواطن العراقي مؤكدا بانه أوعز للموظف بإشهار السلاح على كل" من لايحترم نفسه" كما جاء على لسان الملحق العسكري!
طبعا هذا الأمر لا يقتصر على سفارة وانما يشمل معظم السفارات فقد أعتدى السفير العراقي في روما محمد العاملي على احد المستخدمين المحليين رفض ان يعمل خادما في بيت السفير بعد الدوام الرسمي وقدم الموظف شكوى بذلك للسلطات الأيطالية عن هذا الأعتداء وتم توثيقه ولكن الحصانة الدبلوماسية للسفير العاملي أوقفت الأجراءات القانونية. وقام جلاوزة السفير علاء عبد المجيد في المانيا بالأعتداء على مواطن عراقي راجع الدائرة القنصلية وشكى من سوء المعاملة وعدم الإجابة على أستفساراته بشأن معاملته وتم تسوية الموقف بحضور السفير وتم الأعتذار من المواطن الذي هدد باللجوء الى السلطات الألمانية عبر إنجاز معاملته فورا! كما أعتدى المستخدمون المحليون من عصابة السفير طارق عقراوي في النمسا على احد المواطنين العرب الذي يعرف بعض الكلمات الكردية وعرف بأنهم يكيلون له الشتائم بلا مبرر فردها عليهم فأعتدوا عليه بالضرب وسويت القضية بمسرحية حاكها السفير. وهناك حالات مماثلة جرت في سوريا وعمان ورومانيا والسويد وغيرها لكن تم تسوية الموضوع قبل أن يصل الى وزارة الخارجية, وحتى لو وصل كما عبر أحد الموظفين الدبلوماسيين فأن الأمر سيان لأن السفراء جميعا مدعومين من الكتل السياسية, وقدم لنا مثالا صارخا بقوله " انكم تستغربون من أعتداء موظفين السفارات على المواطنين لكن هذا أمر مألوف في السفارات, لكن الأغرب ان السفير العراقي حيدر البراك أعتدى مع سائقه وهو قريبه على نائب السفير السيد هاني الفكيكي ضربا وركلا حتى سالت منه الدماء داخل مكتب السفير وعندما ارسل التحقيق الى وزارة الخارجية قام رئيس اللجنة التحقيقية المجرم أسعد السعودي بتبرأة السفير ونقل نائب السفير الفكيكي الى دمشق! فما بالكم بالأعتداء على مواطن بسيط لا حول له ولا قوة ". بل ان السفير العراقي في عمان أسعد الحياني - سبق أن طرد من وزارة الخارجية وكان بدرجة ملاحظ بسبب جريمة الأختلاس- لا يتورع عن إهانة الموظفين في السفارة وحاول الأعتداء على موظف إداري لولا أنقذ الموقف في اللحظة الأخيرة.
قلما هناك فرد من أبناء الجالية العراقية لم يتعرض لأهانة من قبل موظفي السفارة فالموظفين الأكراد يكيلون الشتائم للعراقيين العرب باللغة الكردية بسبب أو بدونه وشكا الكثير من ابناء الجالية من هذه الظاهرة وخاصة في السفارات العراقية في السويد وهولندا واليونان النمسا وبلغاريا وكندا. وغالبا ما يسأل المواطن العراقي عند مراجعته السفارة عن قوميته ومذهبه وعلى ضوء النتائج يقرر البت أو عدم البت في معاملته. هذا هو واقع حال سفارات الزيباري خارج العراق، رحم الله سقراط وهو من قال" إن الحرية لا تعيش في جو الرذيلة والفوضى ، ولا تنمو في تربة يغذيها الجهل وسوء الخلق . "
وبأستثناء حالات الأعتداء بالضرب أو الإهانة فهناك حالة شاذة تتلخص في الوشاية ببعض المواطنين من أبناء الجالية العراقية لدى السلطات المحلية بإتهامات مختلفة مما أدى الى تعرضهم الى المضايقات وهذا ما سنتناوله بشكل مفصل في مقال قادم.