رج مؤخرا استخدام مصطلحام المقاومات كوصف جديد للمقاومه العراقيه الباسله ولطالما تأملت بهذه التسميه التي ما ان سمعت بها حتى شعرت باستحاق المقاومه والمقاومين لهذا اللقب وبجداره وعلى ما اعتقد بأن الاستاذ صلاح المختار هواول من اطلق هذه التسميه في مقاله (انها لحظة الحقيقة : هل ستقام وحدة المقاومات.. العربية بتأريخ 14/8 2006) ولكن هل جاءت التسميه من فراغ اوانحياز ام وفق معطيات علميه وعمليه وهذا ما سنتعرف عليه لاحقا.
ان هذه التسمية عادت بي الى العدوان الثلاثيني على عراقنا الصابر الصامد حين اطلق القائد صدام حسين فك الله اسره تسمية ام المعارك وحينها استغرب من استغرب واستهزأ من استهزأ الا ان تطورات الاحداث وحجم العدوان ودوله واطرافه والظروف التي احاطت به والنيات المترتبه عليه جعلتنا ندرك تطابق هذه التسميه من حيث الواقع والفعل والنتائج .وحين بدأت صفحة الغدر والخيانه التي اطلق عليها في البدايه الغوغاء قبل ان تتضح مشاركة الحرس الايراني وتبييت العصابات الكردو صهيونيه لاعمال التخريب التي حصلت بعد انسحاب الجيش العراقي والتي لسنا بصددها الا ان ما اريد الاشاره اليه هي الفتره التي تلت انتهاء صفحة الغدر والخيانه حيث اكدت القيادة على استمرار معركة ام المعارك ولااخفي استغرابي ومعي البعض بعد ان سيطرت الدوله على اغلب تداعيات العدوان الثلاثيني بما فيها صفحة الغدر والخيانه الا ان ماكشفته الايام اللاحقه اكدت صدق ودقة ماذهبت اليه ليتضح استمرار العدوان بالحصار على الشعب العراقي الذي امتد فيما بعد الى ثلاثة عشر عاما يضاف اليها مناطق الحظر الجوي والضربات المستمره لقطعات الجيش العراقي الباسل الى قصف فندق الرشيد ودائرة المخابرات بل لم تسلم حتى دور المواطنيين التي كان من بينها قصف منزل الفنانه العراقيه ليلى العطار ادى الى تدميره واستشهادها مع عائلتها بسبب لوحه سيراميك صممتها للمجرم بوش الاب وضعت في باب فندق الرشيد؟ لتأتي الضربه الواسعه عام 1998 بحجة واهيه اتهم العراق فيها بتدبير محاوله لاغتيال المجرم بوش الاب في محافظة الكويت اثناء زيارته لها وكل هذا يؤكد صواب ماذهبت اليه القياده .................... .................... .......... .................... ........
بعد ام المعارك جاءت تسمية ام الحواسم وهو مااطلق عليه الاعلام العربي المسير حرب الخليج الثانيه ومثل سابقتها استهزأ من استهزأ وسخر من سخر وكل هذا لم يخرج عن اطار الحرب النفسيه والاعلاميه التي يهيمن عليها الشيطان الاكبر؟؟ ولتأكيد ما نذهب اليه هو معركة قادسية صدام المجيده فلم نرى يوما اعلاما عربيا يسميها بهذا الاسم رغم الصمود والقتال الملحمي للجيش العراقي الذي توجه بالنصر المبين مما يؤكد خضوع اغلب الاعلام العربي لهيمنة الامبرياليه اذا ما اخذنا ان كل مبررات تثبيت هذا المصطلح قد تحققت بما فيها النصر والمنتصر الذي غالبا من يحدد ذلك الا ان الهجمه المبيته للانتقاص وانتزاع النصر بكل تفاصيله هو ماكان يشاع ويرد في كتابات المؤرخين والمحللين والكتاب والاعلام !! هذا رغم ما يتصوره البعض بعدم اهميته الا ان الحقيقه ان هناك مؤسسات تهتم بكل ما من شأنه التعتيم على تمجيد الامه العربيه والاسلاميه .
وهنا نأتي الى صلب موضوعنا ( لما هي ام المقاومات )
1 – هي ام المقاومات لأنها تواجه مشروعا كونيا يسعى ان تكون قاعدة انطلاقه العراق وهذا ليس خافيا على احد فقد اعلن ذلك رئيس اكبر دولة للشرفي العالم عن خطة انشاء شرق اوسط جديد يمتد من مراكش الى بنغلادش . كما لايخفى على احد ان هذه السيطره تمهد للهيمنه على نفط المنطقه والتحكم به وبالتالي على العالم وهو الذي يدفع ادارة الشر من التخطيط لجعل القرن الواحد والعشرين قرنا امريكيا وقد وظف لهذا الغرض العديد من المؤسسات الاعلاميه والمراكز البحثيه ( مراكز العملاء ) اضافه الى جوقة مايسمى بالليبراليون الجدد ! وقد تمت المباشره بتنفيذ المخطط الشرق اوسطي ( الحرب على العرب والاسلام ) بشكل فعلي وتمت العديد من الاجراءات خاصة بعد احتلال بغداد واعتقاد الكثير بانه ستتساقط الدول مثل احجار الدومينو حيث قاموا بتغير المناهج والاسلاميه بشكل خاص ورفع كلمة الجهاد من معظم الكتب وهذا كله بعد ان خرج بوش الارعن من على ظهر بارجه امريكيه ليعلن انتهاء العمليات العسكريه في الاول من مايو 2003 لتأتي مفاجأة المقاومه العراقيه ( ام المقاومات ) لتقلب الموازين على عقب وتذيق قوات بوش الارعن ما لم يكن وزبانيته يتوقعونه .
2 – هي ام المقاومات لانها تقاتل نيابه عن العالم بدون ان تقدم لها اي مساعدة من اي دولة في العالم لترسم نموذجا تأريخيا فريدا فعلاوة على شراسة العدو وعدم اخلاقيته فهو يمتلك اكبر ترسانة اسلحه في العالم مقابل اسلحه بدائيه ولكنها مؤثره تحملها زنودا ملئها الايمان بحتمية النصر .
3 – التضحيات الجسام التي قدمها الشعب العراقي وفي مقدمتهم مقاومته الباسلة اضافه الى تدمير بنيتة البلد التحتيه واعتقال اكثر من 250 الف مواطنا اذا ماعلمنا ان المعتقلين في فلسطين المحتله لاكثر من ربع قرن لايتجاوز الثمانيه آلاف معتقل اما الشهداء فقد زادوا عن الربع مليون شهيد وخلال شهر يوليو الماضي فقط كان عدد الشهداء اكثر من ثلاثة آلاف ونصف من المسجلين في وزارة الصحه اما الغير مسجلين فلا توجد احصائيه لهم علما بأن شهداء العدوان الاخيرعلى لبنان 900 شهيد وبنظره سريعه بين اعداد المعتقلين والشهداء بين الكيان الصهيوني لنلاحظ الفرق في الهمجيه الامريكيه رغم اننا لانقلل من همجية الكيان الصهيوني ولا نفرق بين الاثنان ولكن لتسليط الضؤ على هول مايحصل في العراق .
4 – بالمقابل فقد كبدت المقاومه العراقيه الباسله العدو اكثرمن عشرة آلاف قتيل وبحدود الاربعين الف جريح اصابات العديد منهم خطره والعديد منها اصابات بتر لاحد الاطراف يضاف الى هذه الارقام حالات الهروب والانتحار والاصابات بامراض نفسيه مع العلم ان البنتاغون نفسه قد اعترف بتنفيذ المقاومه العراقيه البطله اكثر من 35000 عمليه خلال عام 2005 علما بانه قد ازدادت خسائر العدو اكثر من العام الماضي بسبب تصاعد عمليات المقاومه وازدياد اعدادها وفصائلها .
5 – مشاركة معظم دول الجوار بدعم العدو بشكل وآخر وهذا ما لم يحصل عبر التأريخ الحديث والقديم ان تجتمع عناصر الشر مع دول الجوار بما فيها المختلفه معها للاصطفاف في خندق واحد ضد الدوله المعتدى عليها والامثله على ذلك كثيره كفيتنام وغيرها .
6 – عدم وجود ملاذ آمن لا من الدول المجاوره ولا داخل القطر من حيث طوبغرافية ساحة القتال اما من حيث الدول المجاوره فكلنا يذكر اين كان يعشعش العملاء الذين قدموا مع الدبابات الامريكيه وكيف تم تشكيل احزابهم خاصة في سوريا وايران اضافه الى انضمام الكويت والسعوديه والاردن بعد التسعينات عدا امريكا واوربا اما العائق الثاني عدم توفر الموانع الطبيعيه كالغابات والجبال والتي تساعد بشكل كبير في نشاط المقاومه والاختفاء كما في افغانستان والمنطقه الشماليه بالنسبه الى حزب العما ل الكردستاني او جبال مقاتلي الشيشان اما ام المقاومات فانها تقاتل في ساحه مكشوفه امام اقوى سلاح طيران في العالم !!!!!!
7 – الجانب الاعلامي وقد لانجافي الحقيقه اذا قلنا ان كل وسائل الاعلام مسخره لخدمة العدو بما فيها من يظن البعض انها تعمل بمهنيه واقصد قناة الجزيره اما العربيه وما لف لفها فهي ليست منحازه فحسب بل تعبر عن حقد اصحابها من آل سعود وبشكل عجيب ولاابالغ ان قلت ان الصهاينه افضل منهم بكثير فيبدوا ان لبعضهم غيره وضمير ما لايمتلكه المشار اليهم والمجال الوحيد المتبقي ورغم مخاطره هو الانترنيت فكم انت عظيمه يا ام المقاومات .
8 - الوضع الدولي حيث ان جميع دول العالم تقف موقف المتفرج ليس حبا بأمريكاوانما نكاية بها وهي تشاهدها تغرق في المستنقع العراقي ولسؤ الظرف ان جعل مصلحة هذه الدول بما فيها روسيا واوربا والصين ان لاتمانع ولاتدعم بانتظاراستنزاف هذا الغول الدولي موارده الماديه التي وصلت الى ارقام خياليه اكثر من 300 مليار دولار عدا ديونه التى قاربت الترليون هذا علاوه على استنزاف قواه البشريه التي اصبح تطوع جنود اضافيين امرا بالغ الصعوبه فهل ندرك لما هي ام المقاومات .
9 – تداخل خنادق الصراع وخاصة تأثيرات الجاره العدوه ايران واستثمارها للوضع مع ما صاحبه من خلط للاوراق ومسك العصا من الوسط فتارة تميل مع الاحتلال وتاره تدعم عناصرها التي تسللت في بداية الاحتلال اضافه الى مليشياتها والتى لعبت ولاتزال ادوارا قذره بما يعيق فعاليات المقاومه ولانبالغ اذا قلنا بأنه لولا ايران ومليشياتها لما بقى الاحتلال اكثر من سنه اضافه الى تأثير تواجدعناصر مليشياتها السلبي في اجهزة الشرطه والجيش العميلين هذا عدا العصابات الكردوصهيونيه التي لاتقل سؤا في حسم الصراع قبل هذا الوقت .
10 – بقي ان نقتطع جزء من مقال الاستاذ المختار لنكمل به موضوعنا وهو في غاية الاهميه((( ومن يريد ان يتأكد من ان المعركة الحاسمة والرئيسية تجري في العراق عليه ان يتعامل مع الاسئلة التالية بدقة وموضوعية وبرودة عقل : ما الذي سيترتب على معركة لبنان الحالية من تغيير في موازين القوى اكثر من تغييرات غير جوهرية على الحدود وداخل لبنان نتيجة العامل الحديدي للجيوبولتك؟ وما الذي ستحققه المقاومة الفلسطينية اكثر من حكم مقزم مسيطر عليه اسرائيليا في افضل الاحوال نتيجة للعامل الحديدي للديموغرافيا والجيوبولتيك؟ ولكن بالمقابل ما الذي سيترتب على هزيمة امريكا في العراق؟ ان كل خبير ستراتيجي يعرف بوضوح تام بان هزيمة امريكا في العراق تعني اول ما تعني انهيار وتكسر الدرع الذي حمى ومازال يحمي اسرائيل، والتي لا تستطيع العيش بدونه ابدا. كما يعني انقلابا عالميا جذريا ستصعد على اثره قوى دولية واقليمية وتنزل اخرى، وسيكون الرابح الاكبر على الارجح هو حركة التحرر الوطني العربية التي ستتحول الى مركز جذب اقليمي وعالمي من خلال قاعدتها المحررة العراق. وعلى الصعيد الفلسطيني سيعود العرب الى عصر النهوض القومي واللاءات الثلاث ومن موقع قوة : لا صلح لا اعتراف لا مفاوضات مع اسرائيل.
اما اذا حصل أي انتصار جزئي او نسبي على اسرائيل من قبل أي طرف عربي فان وجود امريكا غير المهزومة سيعيد لاسرائيل قوتها ويحميها من الانهيار ويوجه ضربات مميتة للامة العربية، وتجربة حرب اكتوبر ماثلة اما نواظرنا حيث حولت امريكا النصر العربي الاولي على اسرائيل الى هزيمة فتحت الباب للصلح والمساومة والتخلي عن الحقوق. )))
11 – ونضيف على ماجاء في الفقره اعلاه هو ان المقاومه العراقيه قد نقلت تجربتها الى ساحات صراع اخرى كالساحة الافغانيه التي ظلت خامله الى حد ما الى ان انتقلت اليها التجربه بشكل او آخر من العراق وهذا ما يلاحظ على نشاط مقاومتها وتشابه عملياتها في السنه الاخيره وتكبيدها القوات المحتله خسائر لايستهان بها.
12 – واخيرا نقول ان تجربة ام المقاومات ستبقى شاخصه في التأريخ ومن المؤكد بأنها ستدرس بافضل الكليات والمعاهد الحربيه في العالم كما ستكون درس للقوى المتغطرسه من الدول التي تمتلك اسلحه متطوره بأن ارادة الشعوب قادره ان تقهرها وستفكر الف مره قبل ان تقدم على اي عمل احمق .
ولايسعنا الا ان نشيد بمهندس ومفجر المقاومه الرئيس القائد صدام حسين فك الله اسره والقائد الميداني للمقاومه المجاهد الامين عزة ابراهيم الدوري حفظهم الله والى كافة فصائل المقاومه البطله بمختلف اتجاهاتها الوطنيه والعربيه والاسلاميه والى شهداء المقاومه الابطال ونشد على ايدي آلاف الاسرى والمعتقلين لدى الاحتلال ومعتقلات الداخليه العميله والى شعب العراق المرابط من شماله الى جنوبه وبكافة اطيافه وخاصه الرافضين للاحتلال والحاضنيين للمقاومه.
بسم الله الرحمن الرحيم
قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَقَوْمٍ مُّؤْمِنِينْ
صدق الله العظيم
موضوع: لماذا المقاومه العراقيه هي ام المقاومات 
السبت أبريل 04, 2009 6:04 am