البعث عظيم في عظمة مبادئه
د.غالب الفريجات
في الذكرى الثانية والستين لميلاد الحزب القومي العروبي، الشامل في مبادئه واهدافه، ونظرته الشمولية لنهوض الامة، وتحقيق تطلعاتها نحو البناء والتقدم، من خلال تحقيق المبادئ الثلاثة، التي رسمها البعث للنهوض، المتمثلة في الوحدة، والحرية، والاشتراكية. ]ان امة بحجم الامة العربية، تعيش واقعا يتناقض مع الجوهر، لابد من النضال الوطني والقومي لتحقيق دولة الامة، في اطار الوحدة العربية الشاملة، من المحيط الاطلسي حتى الخليج العربي، لتسهم في انجاز المشروع الحضاري القومي العربي، لانه بدون الوحدة ودولة الوحدة، لن تتمكن الامة من ان تقف على قدميها، ولن يكون في مقدورها ان تنجز مشروعها القومي الانساني، الذي لاغنى عنه للعرب، حتى يعيدو دورهم التاريخي، ويعملوا على بعث حضارتهم العظيمة، ذات المضمون الانساني، والتي لم يماثلها امة في التاريخ، لانها كانت حضارة الانسانية، من خلال الامة، فلم يسجل التاريخ، ان الامة العربية، قد مارست الشوفينية، ولا الطائفية والعنصرية ان الوحدة القومية لامة العرب، مصلحة لكل ابناء الامة، الوطني والقومي والتقدمي والاسلامي، فلكل واحد من هؤلاء هدف لابد من السعي لتحقيقه، ليصب في خانة تحقيق الوحدة العربية، وان وجد من يقاتل في سبيل بقاء القطرية، والتجزأة، فلا يشكل نسبة على صعيد الجماهير العربية، وان وجد بين صفوف الحاكمين المتشبثين بكراسي الحكم، التي لم تعد الا كراسي خشبية، يحيط باسوارها العملاء، والخونة، والجواسيس، الذين ارتبطت مصالحهم بمصالح اعداء الامة، كالامبرياليين، والصهاينة، وااصحاب النظريات الطائفية والاقليمية الرخيصة، الذين يتطلعون لمصالحهم، على حساب مصالح الجماهير العربية كافة.
ان الحرية مطلب جماهيري، في ظل وضع تاريخي، اتسم بالقمع، وتغييب الصوت الجماهيري، من مخلفات العهد التركي، وما تبعه من الاستعمار الاوروبي للوطن العربي، والعمل على تجزأة الامة الى كانتونات قطرية، فالحرية باتت مطلبا للارض وللانسان، فالارض العربية تتطلع الى حريتها من التجزأة والتفتيت، والانسان بات ينزع الى الحرية ضد السياسات القطرية، والتبعية، والتحرر من حالات التخلف، التي يعاني منها، فالحرية تطلق للانسان العربي قدراته، في ان يبني ويعمل من اجل امته وجماهيرها، فلا حياة لامة بدون حرية، ولاحرية بدون مسؤولية اتجاه الصالح العام، وخدمة القطاع الواسع من ابناء الامة، ولا حرية بدون حرية حركة الانسان، وازالة كل العقبات، التي تقف في طريق حياته، على امتداد الوطن الذي ينتمي اليه، والامة التي يحمل سماتها.
ان الحياة على الارض لن تكون مستساغة، في وطن لا تتحقق فيه العدالة الاجتماعية، وان يكون جميع المواطنين شركاء في ثروة الوطن، وشركاء في البناء، وتحقيق التنمية والتقدم، فالاشتراكية العربية/العدالة الاجتماعية، هي بلسم لكل الامراض الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والتربوية، لانها تعطي للانسان حقه في الانتماء، وحقه في مكتسبات الوطن، وحقه في الحياة الحرة الكريمة، بعيدا عن الاستغلال، وجشع الرأسمالية، التي لا يهمها الا الربح على حساب حياة الانسان وكرامته، والسعي الدؤوب لنهب الثروة، والعمل على تسخير الانسان لخدمة اهدافها، في الاستغلال، والنهب بشتى الطرق والوسائل، فالعدالة الاجتماعية تنظر لكل المواطنين على انهم شركاء في الثروة، وفي مكتسبات التنمية.
ليس هناك من حزب او جماعة، رسموا طريقا للامة، كما رسمها البعث في اهدافه ومبادئه، فاصبح البعث هو الامة، واصبحت الامة هي البعث، وصدق الذين يرددون، ان كل عربي بعثي، حتى وان كان خارج اطر الحزب التنظيمية، لان البعث باهدافه ومبادئه، هو تعبير عن اهداف كل مواطن عربي، ينتمي حقيقة لهذه الامة.
من هنا كان البعث مستهدفا منذ بزوج فجره، فلم يلاق حزب من معاداة، كما لاقى البعث، فهناك اعداء داخليون،هم من جيوش العملاء والخونة والمرتزقة، ومن قطريين وطائفيين، ينظرون الى مصالحهم انها فوق مصالح الامة، وهناك اعداء خارجيون من امبرياليين وصهاينة ومجوس، يصيبهم نجاح البعث مقتلا في اهدافهم العدوانية، ولهذا تجد ان اعداء البعث في الداخل والخارج يلتقون على عداء البعث، وقد مرت تجربة البعث العظيمة في العراق، بهذا النمط من العداء، الذي التقت فيه مصالح الاعداء الداخليين والخارجيين، بكل اطيافهم وتلاوينهم السياسية
لقد واجه البعث اشرس حملة عداء، عندما شعر كل الاعداء، ان لامناص الا غزو العراق واحتلاله، وانهاء تجربة البعث، التي باتت تؤرقهم، رغم كل محاولات العدوان، وتوظيف البعض في ان يحقق الاهداف العدوانية المرسومة، كالكيان الصهيوني، ونظام ملالي المجوس.
لقد ظن هؤلاء الاعداء خائبين، ان في مقدورهم بالغزو والاحتلال انهاء البعث، وما فهموا ان البعث هو الامة، ومن العسير عليهم ان ينهوا دور الامة، فلاحظنا ان قانون اجتثاث البعث بعد الغزو والاحتلال، قد انقلب على رؤوسهم، فاستطاع البعث ان يجتث كل اهدافهم، وافشل العدوان الامبريالي الاميركي الصهيوني الفارسي، وبات البعث قائدا لانبل واشرف مقاومة في التاريخ، بعد ان مرغت انف الامبريالية الاميركية في وحل العراق. البعث عظيم في مبادئه واهدافه، لانه ينتمي لامة، ويستهدف بناء امة، هي عظيمة في رسالتها وانجازاتها، هذه الامة التي حملت اعظم رسالة، ووطدت دعائمها، وغرست جذورها في زمن قياسي، لم يتجاوز ثلاثة وعشرين عاما، لان من حملها، كانوا ينتمون لامة بعظمة الرسالة، فالامة التي تحمل في احشائها رسالة عظيمة هي امة عظيمة، وهي قادرة على النهوض رغم الكبوة، التي تعاني منها، على صعيد التمثيل القيادي الرسمي.
البعث في ذكرى ميلاده الثاني والستين يحمل مشروع الامة على اكتافه، فهو يقود مقاومة باسلة، ستعيد للامة وجهها المشرق، وستدفع بكل اعداء الامة، من داخليين وخارجيين ان يفكروا طويلا، قبل ان تسول لهم انفسهم الدنيئة على محاولة النيل منها.
تحية تقدير واكبار في عيد حزب الامة لقائد المقاومة الباسلة، ولكل مقاتليها على ارض العراق العظيم، وشآبيب الرحمة على ارواح كوكبة الشهداء من ابناء البعث، وفي طليعتهم سيد شهداء هذا العصر، والخزي والعار لكل العملاء والخونة والجواسيس، واعداء الامة، من امبرياليين وصهاينة وفرس مجوس