شعلة البعث
شعلة البعث
شعلة البعث
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


شعلة البعث
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 هبات الشهداء وهباتهم

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
كمال صقر العروبة
المدير العام
المدير العام
كمال صقر العروبة


عدد الرسائل : 342
العمر : 40
الدولة : الوطن العربي
الاوسمة : هبات الشهداء وهباتهم 812
05/11/2007

هبات الشهداء وهباتهم Empty
مُساهمةموضوع: هبات الشهداء وهباتهم   هبات الشهداء وهباتهم I_icon_minitimeالجمعة ديسمبر 25, 2009 11:56 am

ظل يخبرنا التاريخ البشري منذ آماده البعيدة عن حكايات بطولة عديدة ومتنوعة وعن أسماء وحوادث ومحطات بقيت أضابرها غائرة في الذاكرة الكونية للإنسان الذي استخلفه الله في أرضه، وعاش عليها منذ الأزل لحمل الأمانة وقيمها الكبيرة.
ويقينا أن حكاية شهيد الحج الأكبر واحدة من هذه الحكايات التي تضج في إهابها كل قيم الرجولة والكبرياء النادرتين، وتتعالى في لججها كل معاني البطولة التي هي واحدة من أهم الأقانيم المعبرة عن جوهر المشروع السياسي والفكري لحركة الثورة العربية المعاصرة التي ارتبط بها الشهيد وارتبطت به وتواصلا على نحو متشابك وفعال وظل الإمداد متبادلا بينهما حتى ساعات الغبش الأخيرة من فجر ذلك الأضحى الذي تداخل فيه الإثنان في حلول صوفي لمعانقة الشهادة والتحليق في سجف الخلود والانتصار على الموت بما أبقياه من قيم ومعاني خالدة خلود الإنسان وخلود رسالته في الأرض بما استطاع أن يذلل من صعاب ويشق من طريق كما قال شاعر داغستان الكبير الراحل رسول حمزاتوف :
كلنا سنموت لن نعيش إلى الأبد
وذلك معروف..
وهو ليس بجديد لكننا نحيى ليبقى بعدنا اثر
بيت أو شجرة أو كلمة أو ممر..
فكم من ممر في وطننا ظل عصيا كؤودا صدوما حتى انتخت لفتحه رجال الشهيد وثورته وأموالهم وهَباتهم وهِباتم يوم كانا في الحكم والسلطة بدءا من أرضنا في بلاد شنقيط في أقصى نقطة من بلاد المغرب العربي مرورا بفلسطين و الشام و اليمن والجزيرة العربية وكم من بيت ومدرسة ومشفى بنوا في هذه الأرض بغير منّْ ولا أذى ولا تعال رابض، وكم زرعوا في جيلنا المنهار من قيم الرجولة وهم يواجهون عدوان أشرار العالم الذين حزبوا الأحزاب وأجّروا المرتزقة، وعملوا جاهدين على تدمير قلعة علمية وحضارية أرادت أن تعيد للأمة عصورها الزاهية لتتمكن من جديد من تقديم رسالتها الحضارية للبشرية، وأن تنهض من كبوة أدخلتها في وهاد التخلف والتجزئة والانحطاط.
كان ذلك في فترة السلطة والحكم و الوفرة النفطية، وقد تواصل العطاء والتألق بعد الاعتداءات المتكررة التي انتهت بالاحتلال، حين التف قادة الثورة ومناضليها بمادئهم وقيمهم ودخلوا عصر الجهاد والتحرير دون سند أو ظهير.
وقد كان الشهيد حادي هذا الزحف ومنارة هدايته، حين استرخص الأهل والولد،بعد أن استرخص السلطة والجاه قبلهما، واسترخص أخيرا النفس فكان مدرسة في كل ذلك، لن يكن من السهل أن تحيط بها الدراسات السياسية الجارية مهما تنوعت وتعددت مشاربها. فكم تعالى على مطالب الجسد ومحدداته الآدمية المعروفة، وكم كان طودا شامخا أمام مهزلة المحاكمات، وشهود الزور، وكم ظل فريدا في كل تفاصيل تلك المهازل على طولها وتنوع وسائلها الخبيثة، وكم ظل يتعالى حتى في لحظات عبوره الأسطورية الرائعة إلى الشهادة ليفند في أقل من ثانية على نحو لا لبس فيه ما جندت له في ربع قرن أقلام مرتزقة العرب والعجم وبذلت بسخاء من أجله أموال عرب الجنسية وكنوز أحفاد ابن العلقمي ومجوس العالم بالجنسية أو بالهوى والعقيدة. وكم نثر في ذلك الغسق من رداء ابيض شفاف انفرشت على متنه حقائق الكون وانطفأت تحته نار الحقد الفارسي وأكاذيب الروم ومن سار في فلكهما من بني جلدتنا. وكم نزعت تلك اللحظات من غبار الكذب الذي استحكم في قلوب الكثيرين عنه بفعل الدعاية والشيطنة وكل ما مورس ضده وضد معتقده وأفكاره ومبادئك، وكم سطع الحق وظهرت هلاله على محياه الكريم الذي أشرق على ملايين المؤمنين في أعز يوم من أيام الله هو يوم عرفة الطاهر يعج بالقلوب المؤمنة الطاهرة التي لبت في تلك السنة زيارة البيت العتيق، وفي فجر آخر الليالي العشر التي أقسم بها الباري جلت قدرته حين قال في محكم كتابه : " والفجر وليال عشر".
ففي قمة أجواء هذه الشعيرة الكبرى و في لحظة فوران الجو الإيماني الكوني حول سديمها سطع محياه الكريم فوق السجف من على الأثير وشعت هيأته الأخيرة وسمته الجميل روعة وبهاء على كل مؤمن في العالم حاملا دلالات الآية الكريمة : "وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة" يصاحبه هديل صوته الرجولي المؤمن الصادح يكرر الشهادة بثبات وثقة بالله، في وقت المَحار الذي تزلزل فيه عقائد وتثبت أخرى، مصداقا لقوله جل وعلا " يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت".
لقد أكد الشهيد بهذا الاستعداد العالي للتضحية والفداء انتسابه للرجال والقادة العظام الذين منحوا أنفسهم للقضايا الكبرى المتعالية على الزمان والمكان وقياسات الدون والصغار، كما أكد انسياب خطاه على هدي النبيين والشهداء وأصحاب الأدوار الرسالية، و انتسابه الجلي لدوحة نبينا إسماعيل عليه السلام الذي افتداه ربه وكانت قصة ذلك الأمر مع نبينا إبراهيم عليه السلام البداية الأولى لشعيرة عيد الأضحى المبارك عند المؤمنين.
إن في استشهاده في هذا اليوم على يد المجوس والروم رمزا يحمل من دلالة الارتباط بقيم الفداء والتضحية ما نبه المؤمنين على أن الشهيد كان شهيد الإيمان والموقف ووقفات العز والنخوة، وشهيد الحق وقيم الحق الربانية، وأن الذين قصدوا الإساءة إليه وإلى نهجه، خاب فألهم وأراد الله تبارك وتعالى عكس ما يأفكون.
لقد هب الشهيد دوما للدفاع عن كل شبر من أرض أمته ووهب بكل تفاصيل معركة استشهاده عناصر خلود جديدة للثورة العربية المعاصرة،ولكل مدافع عن حقه في الحرية والعيش الكريم وكل رافض للذل والهوان وكل فارِّ من مواطن الذل والعار على وجه البسيطة.
فإلى رحمة ربك راضيا مرضيا، وعزاؤنا في خليفتك ووارث نهجك خادم الجهاد والمجاهدين عزت إبراهيم حفظه الله، وفي كل مجاهد مدافع عن العقيدة والعرض والشرف على امتداد وطننا العربي الكبير وفي عالمنا الإسلامي.
فشهيد الحج الأكبر شهيد هذه الأمة بكل مكوناتها وعناوينها وشهيد القيم الإنسانية العادلة أينما وجدت .
د/ عبد السلام ولد حرمة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.albaath.p2h.info
 
هبات الشهداء وهباتهم
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
شعلة البعث :: منتديات الثوار :: سجل الخالدين-
انتقل الى: