كمال صقر العروبة المدير العام
عدد الرسائل : 342 العمر : 40 الدولة : الوطن العربي الاوسمة : 05/11/2007
| موضوع: صدام حسين.. مشى للخلود على جبين المستحيل الجمعة ديسمبر 25, 2009 12:03 pm | |
| لم يكن سقراط جميلا ولا وسيما، وكنت أنت جميلا وسيما، ولم يكن سقراط من قمة مجتمعه الإغريقي، وكنت أنت العربي الكريم الأصيلا، سليل دوحة النبوة والشرف... وكان سقراط يولد الحقيقة من أدمغة الرجال، وكنت أنت تخلق البطولة من أرحام النساء وتزرع عشق الحقيقة والتضحية في قلوب الأطفال. كانت "المحكمة" التي حكمت على سقراط بالموت لا تتجاوز الخمسمائة، عددا، أو تقل قليلا، وكانت "المحكمة" التي حكمت عليك بعدد الأشرار في العالم، الذين تنوء بهم الأرض، حملا ثقيلا. ونفذت "المحكمة" جريمة القتل في حق سقراط بتجريعه السم المذاب في كأس من العسل، ونفذت "المحكمة" جريمتها في حقك، سيدي، بالقتل شنقا، علنا، لتستأصل الأمل، مع طلوع فجر يوم النحر الأغر، في اليوم المشهود، المضروب ليوم المحشر، يوم تشهد الألسن والأيدي والأرجل.. يوم يزيغ البصر وينقطع التجبر، وتخشع الأصوات للرحمن من وجل. سقراط ناوله كأس السم حارس محتشم، في سواد الليل مقهور مضطر، وأنت شربت كأس الشهادة مترعا على منصة الخلود، مفعما بالنور، مصورا على مسرح الحياة، مناديا: الله أكبر.. الله أكبر.. الله أكبر. سقراط اختار الموت ليبقى حيا في ذاكرة الإنسان، وأنت، سيدي، تمنيت الشهادة لتبعث أمة تهاوت،ذلا، في قيعان النسيان، فنلت بها حياة الخلد، في مقعد صدق عند مليك مقتدر. " هم ماتوا وما قبروا" وأنت حي تترنم بسيرتك البشر عند الغروب وعند الشروق مع طلائع نسمات السَحر: لسان صدق في الآخرين ووسام شرف في الأولين، من النبيئين والصديقين والشهداء والصالحين. صدام.. لا تبتئس، يا سيدي، بصنيع المجرمين الفجَر، فهم بعدك خفافيش دموية تمسي لتقتل وتخرب وتدمر، وتصبح مختبئة مرتعبة، أهون من عظية بفلاة، وأحقر. صدام.. يا حفيد الحسين، يا من عطر التاريخ بعبق الشهادة، مبتسما بلا فزع، أنت فكر لا تموت، أنت قبس من نور شع، لا شمعة تسللت إليها أيدي الأوغاد تطفئها بحنق مستعر. صدام.. أنت القريب بالروح على بعد الجسد، تركتهم صعودا إلى ذروة المجد، يشهدك المقربون، وانسفل الأوباش بعدك في مذلة وكبد، فران على قلوبهم ما كسبوا، واستحالت وجوههم قطعا من الليل مظلما، واتنشرت عفونة ضمائرهم بين الورى، أمما، كقذر مختمر. وقفت يا جبل الكبرياء دفق ضياء منهمر، تنظر تارة إلى الأعلى، تتلو من سفر الخلود، وإلى الوراء، تارة، تسلم كلمة السر المنشود، إلى الرفاق الخلفاء الأوفياء، عزت الأمن والأمان: لا تعبأوا بغياب جسدي ولا بشماتة الوطاويط العملاء، فالبعث هو الميعاد.. والأمة أمانة من جيل لجيل... لجيل؛ إذ" تمر الخطوب و ها نحن فيها، دم لا يذل وسيف أصيل". " نمشي للخلود على هامة المستحيل" محمد الكوري ولد العربي
|
| |
|